الأخبار
حمدى رزق
فيض الخاطر - لا تتركوها مشيرة خطاب وحدها
لا أهضم حتي الآن قعود الفنان فاروق حسني وزير الثقافة الاسبق عن مساندة مرشحة مصر مشيرة خطاب في حملتها الوطنية للفوز برئاسة منظمة اليونسكو. أعرف أن أحداً في الحكومة لم يدع الوزير إلي حملة مشيرة، والرجل »كافي خيره شره»‬ عاكفاً في مرسمه علي فنه، ولكن كيف تهمل خبرة في انتخابات اليونسكو بهذا الحجم والثقل، الرجل كان قاب قوسين أو أدني من الفوز في معركة 2009 بعد خمس جولات تصويتية ضارية، لولا الفيتو الأمريكي / الإسرائيلي.
الوقت لم يفت ويستوجب استدعاء الوزير إلي الحملة فوراً وبلا تأخير، لم يتبق علي الجولة الأولي للتصويت إلا قليل (9 أكتوبر المقبل)، والوزير يحوز ثقة وجوه في اليونسكو سبق أن صوتت لصالحه، ويمكن إعادة التواصل معها مرة أخري لصالح المرشحة المصرية، كما توافرت لديه خبرة بالتكتيكات والتربيطات في الجولات التصويتية الحاسمة، يمكن الاستفادة منها.
خلاصته مشيرة خطاب التي تجوب العالم من غربه إلي شرقه، وتقف خلفها الدولة المصرية ورئيسها وخارجيتها ومصر بثقلها التاريخي والحضاري، تحتاج الآن إلي تشكيل فريق مصري علي مستوي رفيع يرابط في العاصمة الفرنسية »‬باريس» من أمس وليس اليوم، يضم إلي جانب الوزير وجوهاً مصرية لها طابع دولي، ولها طلة ومعروفة لأعضاء اليونسكو تشكل فريق إقناع يدير اللحظات الحاسمة، ويرسم طريقاً إلي عقول المصوتين.
مصر لن تعدم أسماء لها حضورها الثقافي وفي مقدمتها الوجه العالمي الدكتور زاهي حواس الذي يبذل جهداً طوعياً دون تكليف سوي الواجب الوطني لدعم »‬مشيرة» خلال مقابلاته مع رؤساء ومسئولي دول العالم التي يزورها، والدكتور هاني هلال الذي يعرف اليونسكو كخطوط كف يده، والكاتب الكبير محمد سلماوي الذي يتابع عن كثب في عاصمة النور دقائق هذه المعركة الصعبة.
ويجب ان يضم لهذا الفريق عدد من السفراء السابقين الذين عملوا في السفارة المصرية بباريس للاستفادة من علاقاتهم الباريسية لإحداث الاختراق المطلوب، معركة مشيرة ليست نزهة خلوية، والمنصب الدولي الكبير ليس خلوا من منافسين، المعركة ليست سهلة في مواجهة مرشحي الصين وفرنسا فضلاً عن مرشح »‬دويلة قطر» الذي ينصب اهتمامه علي إسقاط المرشحة المصرية عبر تفتيت الأصوات أكثر من تدعيم فرص نجاحه، وينفق علي الحملة المضادة لمشيرة تحديداً إنفاقاً سفيهاً!.
مشيرة مقطعة نفسها، ومنذ عام علي سفر، ولكن الجولة الأخيرة تحتاج إلي فريق وطني يحمل العلم، لن أتحدث عن صعوبة المعركة أمام مرشح صيني قوي بإسهامات بلاده في تمويلات اليونسكو، ومرشحة فرنسية من أصول مغربية، يكفي أنها مرشحة دولة المقر، ولنقتنص التعاطف العالمي مع »‬حق العرب» في إدارة اليونسكو بعد أن حظيت بإدارته كل التجمعات الجغرافية، تكتلات وقارات.
الدور علي العرب نعم ولكنهم ليسوا علي قلب مرشح واحد، هناك مرشحون لكل من لبنان والعراق وقطر قادرون علي تفتيت الأصوات العربية والمتعاطفة عربياً من حول المرشحة المصرية التي تجمع عليها الأصوات الإفريقية باعتبارها مرشحة القارة السمراء، مثل هذه المعارك التصويتة تحتاج إلي حشد الطاقات الوطنية من حولها، وتستوجب الالتفاف حول مشيرة خطاب ليس في الداخل، ولكن هناك في عاصمة النور، إن قعدتم عن المؤازرة المستحقة وطنياً حق عليكم العتاب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف