الأهرام
سمير شحاتة
صحفى وبائع كبدة
لم أندهش من اكتشاف نصاب الفضائيات المحلل والخبير الإستراتيجى المصرى الذى يعمل طباخا بمطعم فى نيويورك وتتهافت عليه صحف وفضائيات مصرية ليفسر ويحلل فى السياسة والاقتصاد رغم معلوماته السطحية والمتضاربة واكليشيهاته المكررة، والتى كانت سببا لتفضحه «نيويورك تايمز» الأمريكية وتفضح الفضائيات المدافعة عنه بلا خجل، رغم أنها جريمة تقديم شخصى على غير الحقيقة المسمى بها، ظاهرة استشرت بمسميات (خبير وباحث استراتيجي) يتحدث فى كل شيء ولو كان بعلم الغيب بلا حياء، ولا أنسى ذلك الخبير الذى أدعى أن سيناء كلها وبعض الواحات الغربية لم تكن مصرية، والمذيع يستمع صاغرا كأن ضيفه يتحدث عن كيفية عمل كيكة الشيكولاته!

الاستسهال والفقر الثقافى لكثير من المذيعين والاستخفاف بقضايانا هو الذى هوى بالإعلام، ولاتتعجب عندما يستضيفون طبيبا مزعوما يتحدث عن فص فى مخ المرأة يتسبب فى تفاهتها ونقص عقلها! وناقد فنى لم يشاهد فيلمين طوال السنة.

أتذكر واقعة فى الثمانينيات تؤكد سخرية الواقع، عقب مؤتمر صحفى بأحد الفنادق الكبرى المطلة على أهرامات الجيزة فقدت الكاميرا والتسجيل، مافيهما أهم من قيمتهما، عثر عليهما صحفى بجريدة ناشئة تحمل نفس اسم صحيفة عربية شهيرة، لندنية، العاملون بها ليسوا أعضاء بنقابة الصحفيين، المفاجأة كانت أيضا لرئيس التحرير ونقيب الصحفيين وقتها الأستاذ إبراهيم نافع الذى علم بالمشكلة، أن هذا الشخص يقضى معظم وقته بعمله الأساسى على عربة كبدة بميدان الدقي! إنها مشكلة مزمنة لنقابة الصحفيين، فشل تنقية الأجواء الصحفية من الدخلاء، لكن ماذا هى فاعلة هيئة الإعلام مع القنوات المستهترة برسالتها تجاه المواطن؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف