الوفد
وجدى زين الدين
من أجل مصر.. وسلامة المصريين
حول اقتراح تشكيل جبهة وطنية مصرية لمكافحة الإرهاب، الذي ناديت به يوم «السبت» الماضي، تلقيت اتصالات عديدة كلها ترحيب شديد بالمقترح، ووجدت إلتفافاً واسعاً حول الفكرة من قوي سياسية وتنظيمات عمالية ومهنية، وأيديولوجيات فكرية وثقافية مختلفة. فالكل لديه حماس شديد لسرعة التنفيذ ووضع خطة شاملة تهدف إلي دعم مؤسسات الدولة ضد كل من تسول له نفسه النيل منها.. والجميع أعرب عن ترحيبه بالانضمام لهذه الجبهة لتكون سنداً وعوناً للدولة المصرية في حربها المقدسة التي تخوضها القوات المسلحة والشرطة المدنية.
وكما قلت من قبل فإن فكرة تشكيل الجبهة، ليست حزباً سياسياً ولا حركة وقتية، وإنما هي منظومة متكاملة فكرياً وثقافياً تضم كل من لديه العطاء في مجال تخصصه من أجل مكافحة الإرهاب، والتصدي له والبحث عن وسائل لاقتلاع جذوره، إلي جانب الدور المقدس الذي يقوم به رجالات الجيش والشرطة. فليس من المقبول أو المعقول أن تقف العقول المصرية الفذة في مجالاتها المختلفة متفرجة علي ظاهرة الإرهاب دون أن تشارك في هذه الحرب حتي تتطهر البلاد من هؤلاء الذين يحتاجون إلي تغيير في أفكارهم المتطرفة والمدمرة.
نحن في حاجة شديدة لأن يتم التسويق إعلامياً لهذا المقترح حتي يحصل علي التأييد من الرأي العام، وليكون عوناً ودعماً للدولة بل بمثابة انتفاضة شعبية يشارك فيها الجميع بكل ما أوتي من رأي سديد وفكر قويم.. ولا يخفي علي أحد أن الإرهاب يستهدف المجتمع بأكمله وليس مؤسسة بعينها فحسب، وعندما يستهدف الإرهاب المؤسسة العسكرية، فهذا يعني أنه يريد النيل من كل المجتمع علي اعتبار أن الجيش المصري وطني، ويضم بداخله كل فئات المجتمع وأفراده جميعاً من كل الأسر المصرية.
هناك أيضا كارثة يمارسها الإرهاب في البلاد وهي استخدام الإعلام المضاد خاصة في الغرب، لتشويه صورة البلاد. وهنا يأتي دور الجبهة التي نقترح تأسيسها، لتقوم بالرد علي المزاعم والأباطيل التي يرددها إعلام الإرهاب، وتشويه صورة مصر ونشر الشائعات لا يقل ضراوة عن أفعال القتل التي يمارسها هؤلاء الإرهابيون، لأن الهدف منها بث ونشر الإحباط بين الناس ومكافحة هذا النوع من الإرهاب تحتاج إلي هذه الجبهة الوطنية المقترحة، للرد والتصدي لكل المزاعم والأباطيل التي يتم الترويج لها. وهذه الجبهة الوطنية تساعد في توضيح الطرق والسبل التي يتم من خلالها التصدي للإرهاب وخلق الوعي والدور الذي يقع علي كل مواطن وكيفية تأديته لدوره لاقتلاع بذور التسمم التي يبذرها الإرهاب.
الجبهة الوطنية لمكافحة الإرهاب هي لم شمل المصريين حول مشروع يطمح إلي مؤازرة الدولة في الحرب التي تقودها لتطهير البلاد من المتطرفين والمغيبين عن الوعي الذين يمارسون أبشع المآسي في حق الوطن والمواطن، ويصرون علي إسقاط الدولة وغرقها في براثن الفوضي والاضطراب.. والجبهة المقترحة لا تتبني أيديولوجيات أو انتماءات فكرية وسياسية بعينها، بل تعني فقط بمصلحة مصر أولاً وقبل كل شيء. كل ما نعينه هو استراتيجية وطنية شاملة لمكافحة الإرهاب يشارك فيها كل أصحاب الرؤي والأفكار، ولا يستثني منها أحد، للعمل إلي جوار الدور الأمني الكبير الذي يتم حالياً. نحن في حاجة شديدة إلي مشاركة كل الأطراف السياسية والشعبية والنقابية ورجال الدين، من أجله وضع آليات جديدة لمحاربة الفكر الإرهابي إلي جوار الإجراءات العسكرية التي تلعب دوراً بطولياً رائعاً ولا تزال في مكافحة الإرهاب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف