المساء
خالد امام
ربوا الكبار.. قبل الصغار!!!
اعجبني جداً بوست منقول في الفيس بوك شيره الصديق موسي الكومي .. ولأن محتواه هزني بعنف . ولأن معانيه عن الأخلاق والتربية والانسانية هايلة . ولأن كل مانبذله من جهد في شتي المجالات يمكن ان يضيع طالما ان المستوي التربوي والأخلاقي للكثيرين متدن .. فليسمح لي الصديق ان اعيد نشره وازيد عليه لعل الرسالة تصل لكل من يهمه الأمر .
البوست ضرب مثلين فقط يوضحان مدي الجهل الذي يحياه اغلبنا بمعاني الانسانية والأخلاق واصول التربية السليمة .. وفي المقابل يسوق امثلة تكشف مدي رحمة الرسول الكريم بخلق الله :
* بنت في مدرسة مشتركة ضبطوها وهي تكلم زميلاً لها .. الاخصائيون بهدلوها والمدرسون ضربوها وهددوها واخبروها ان اهلها عرفوا وسوف يعاقبونها عندما تعود .. البنت وهي في طريقها للمنزل اشترت سُماً وشربته وماتت ..!!!
* سيدة كانت محرومة من الانجاب 11 سنة.. وعندما وهبها الله نعمته وقبل الولادة مباشرة وهي في المستشفي حدثت لها مضاعفات ومات الطفل في بطنها .. شقيقة السيدة طلبت من الطبيب الا يخبرها بأن طفلها الذي انتظرته سنوات قد مات الا بعد اتمام العملية واخراج الطفل من بطنها وتجاوز تداعياتها حتي لا يحدث لها مكروه .. الا ان الطبيب ( ركب دماغه ) ودخل واخبر السيدة بما حدث وكانت النتيجة انها ماتت علي الفور من الصدمة ..!!!
للأسف .. غالبيتنا فعلاً جهلة بمعاني الانسانية والرحمة واصول التربية الصحيحة .. لم يتعلموا شيئاً من سيرة الرسول الكريم الصحيحة .. واليكم بعضها :
1 - في غزوة بدر .. وفي يوم شديد البرد .. كان احد الصحابة مصاباً بجرح في رأسه وحان وقت الصلاة وهو علي جنابة.. اخبر زملاءه انه مصاب ويخشي لو اغتسل ان يحدث له مكروه .. فأصروا علي ضرورة ان يغتسل بالماء ولا يتيمم لتوافر المياه .. فاغتسل وبعدها مات .. وعندما عرف النبي غضب بشدة وقال : ( قتلوه .. قتلهم الله.. ماذا كان سيحدث لو تيمم في وجود المياه نظراً لحالته الحرجة ؟؟.. الدين يسر .. والعبادات علاقة بين العبد وربه .
2 - ابوذر الغفاري وصف بلال بن رباح بأنه ابن السوداء.. وحينما علم الرسول قال له : انت امرؤ فيك جاهلية.. فتأثر ابو ذر وذهب الي بلال وقال له ضع قدمك علي وجهي.. هذا رجل فهم خطأه وربنا قال: قولوا للناس حسناً.. لكننا للأسف نقول للناس دبشا !!
3 - النبي رفض ان يقطع علي اعرابي كان يبول في المسجد حتي لا يتعرض لمشكلة صحية .. وقال للصحابة: دعوه حتي يفرغ وبعد ان فرغ عاتبه وافهمه ان المسجد مكان طاهر ولا يجوز ان يبول فيه .. وقد وصلت الرسالة .
4 - اتي النبي رجل وهو يغلي من الغضب وقال له "زوجتي ولدت غلاماً اسود" في تلميح ان الطفل ليس ابنه .. فسأله الرسول: هل لك من ابل؟؟ فقال: نعم .. سأله الرسول : ما لونها؟؟ قال : حُمر .. فقال الرسول: هل فيها اورق أي ابل لونها خليط ابيض في اسود؟؟ قال الرجل : نعم .. قال الرسول : فأني ذلك ؟؟ فقال الرجل : لعله نزعة عرق - بكسر العين .. قال الرسول : ولعل ابنك هذا نزعة عرق ايضاً .. فهدأ الرجل واستراح نفسياً وانصرف الي منزله.. وامثالنا الشعبية طرقت هذا وقالت في احداها العرق يمد .. لسابع جد.
5 - عندما كان الناس يخطئون لا يفضحهم الرسول بل يصعد علي المنبر ويقول : ما بال اقوام يفعلون كذا وكذا ولا ينظر ابداً وهو يتحدث الي من اعترف له بخطئه .. كان الرسول يحاول درء الحدود بأية شبهة وهناك امثلة كثيرة جداً في هذا الشأن تضيق بها المساحة .. الرسول لم يكن جلاداً يتربص بالمخطئين وينصب بأخطائهم حبال المشانق .. اما غالبيتنا ولأنهم بعدوا عن صحيح الدين وسنة الرسول الكريم الثابتة فعندما يرون فتاة تتحدث الي شاب فإنهم يتهمونها باتهامات قذرة في عرضها وسيرتها واخلاقها دون دليل مما يؤثر علي حياتها واستقرارها.
فداك نفسي وابي وأمي يارسول الله .. صدق المولي وهو يقول عنك : "وانك لعلي خُلق عظيم". "وما ارسلناك الا رحمة للعالمين". "فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ..وصدقت - وانت دائماً الصادق الأمين - حين قلت عن نفسك الطاهرة انما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق.
اين نحن من منهج رسولنا التربوي والأخلاقي والانساني ؟؟.. اننا للأسف لا عندنا فهم في معالجة الأخطاء ولا مراعاة لنفسية المخطيء ان اخطأ ولا نعذر الجاهل علي خطئه ولا نعتد بأن لكل حالة طريقة تعامل ولا نعرف ماهي البدائل الصحيحة لمعالجة المشاكل .. اغلبنا جلادون وجوعي للأذية .. وبالتالي .. ليس الأطفال فقط هم من يحتاجون الي تربية .. الكبار في حاجة اكثر لهذه التربية .. ربوا الكبار قبل الصغار حتي ينصلح المجتمع .
نحن الذين نزرع في اولادنا المعرفة والانسانية والرحمة والأخلاق .. ونحن ايضاً الذين نزرع فيهم الجهل والفهم الخطيء وعدم الانسانية وانعدام الرحمة .. أولادنا هم صنيعتنا وعندما يكون مستوي الكثيرين من الفهم والأخلاق والتربية متدنيا.. فلابد ان يكون نتاجهم اسوأ بمراحل .
هل هؤلاء هم الذين سيبنون مصر ..؟؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف