الأخبار
مديحة عزب
نقطة نظام - وما الدنيا إلا ريشة.. وأنثي
أعترف أنني في مرحلة عمرية لم تعد القصص والروايات تستهويني فيها علي الإطلاق بعدما تشبّعت قصصا في مرحلة الشباب لنجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وغيرهما من فطاحل الأدب في مصر.. وأصبح من النادر الآن أن يستوقفني عنوان لقصة أو لرواية ليثير عندي الرغبة في قراءتها بعدما استحوذت كتب الدين والتاريخ علي كل اهتمامي.. حتي وقعت في يدي مجموعة قصصية صغيرة يضمها كتاب صغير يحمل عنوانا جميلا » وما الدنيا إلا ريشة.. وأنثي« تأليف الأديب الشاب فادي رمزي.. وكان أول ما لفت نظري للكتاب هو فكرته الذكية جدا والجديدة تماما، فقد اختار المؤلف أربع عشرة لوحة عالمية رسمها فنانون عالميون ومنهم الفنانة التشكيلية المصرية أمل محمود، وبنظرة ثاقبة للتفاصيل التي تحملها اللوحات استوحي أربعة عشر عنوانا لأربع عشرة قصة قصيرة لا يتعدي كل منها خمس أو ست صفحات علي الأكثر.. وكل عنوان يعبر بكل دقة عن المشاعر التي تجيش بها كل لوحة فنية علي حدة مثل الاختيار الأول وشقراء وأحلام وراء الجدران والقارئة والوصول وفتاة السور وبعد الحفلة والغرفة والجمال الخالد والخادم الراقص وندي الصباح والانفصال وسائر العناوين الأخري الجذابة والمعبرة تماما عن اللوحات العالمية حيث صب المؤلف معظم اهتمامه علي الجانب الأنثوي فيها ونفذ إلي أدق ملامح كل لوحة وربطها بالمشاعر التي تنبض بها.. وبالتالي جاءت القصص ممتعة ومعبرة عن مكنون اللوحات وكما قالت الفنانة التشكيلية أمل محمود في تقديمها للكتاب إن المؤلف فادي رمزي قد حلق تماما في سماء المشاعر والإنسانيات وتعامل مع كل لوحة علي اعتبار أنها كتاب مليء بالأسرار التي تكشف جوانب خطيرة في وعي الإنسان وشعوره.. كتاب رائع لكاتب موهوب.
>> المؤمن لا يعرف شيئا اسمه المرض النفسي لأنه يعيش في حالة قبول وانسجام مع كل ما يحدث له من خير وشر.. فهو كراكب الطائرة الذي يشعر بثقة كاملة في قائدها وفي أنه لا يمكن أن يخطئ لأن علمه بلا حدود ومهاراته بلا حدود وسيقود الطائرة بكفاءة في جميع الظروف وسيجتاز بها العواصف والجليد والضباب.. والراكب من فرط ثقته ينام وينعس في كرسيه في اطمئنان.. وهذا هو نفس إحساس المؤمن بربه الذي يقود سفينة المقادير ويدير مجريات الحوادث ويقود الفلك الأعظم ويسوق المجرّات في مداراتها والشموس في مطالعها ومغاربها.. فكل ما يجري عليه من أمور مما لا طاقة له بها هو في النهاية خير.. وشعاره دائما «وعسي أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسي أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون».. لذلك هو دائما مطمئن القلب ساكن النفس يري بنور بصيرته أن الدنيا دار امتحان وبلاء، وممر لا مقر وضيافة مؤقتة شرها زائل وخيرها زائل.. وأن الصابر فيها هو الكاسب والشاكر هو الغالب..
من روائع الدكتور مصطفي محمود.
ما قل ودل:
لما حد يسألك إيه أحسن حاجة حصلت لك بعد الجواز قول له إني كفّرت حتي عن ذنوب أنا ما عملتهاش.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف