جريدة روزاليوسف
أحمد سند
مكافحة الإرهاب تتصدر خطاب الرئيس
تعد قضية مكافحة الإرهاب على الصعيد الإقليمى والدولى، فى مقدمة الأولويات على أجندة زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى الحالية إلى نيويورك، للمشاركة فى أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها الثانية والسبعين.
اهتمام مصر بهذه القضية قد اكتسب أبعادًا أكثر أهمية فى هذه الدورة مما شهدته الدورات الثلاث السابقة للجمعية العامة للأمم المتحدة.
ويعود ذلك إلى نجاح مصر فى إقناع العالم برؤيتها، التى عكست بها على مدى السنوات الثلاث الأخيرة من ضرورة المواجهة الشاملة للظاهرة الإرهابية، وعدم اقتصار هذه المواجهة على الجانب العسكرى المباشر - رغم أهميته - إذ أصبح المجتمع الدولى الآن أكثر اقتناعًا بضرورة المواجهة الأيديولوجية للأفكار الإرهابية، وتجفيف مصادر تمويل الإرهاب وملاحقة داعميه ومموليه وكذلك الذين يوفرون لعناصره التمويل والدعم السياسى والملاذات الآمنة والمنابر الإعلامية التى يبررون من خلالها جرائمهم الإرهابية، ويبثون سموم أفكارهم لأجيال من الشباب فى أنحاء العالم.
إن العالم أصبح أكثر إدراكًا لأهمية هذه الرؤية المصرية المتكاملة فى مواجهة الإرهاب، وأكثر استعدادًا للتجاوب مع المساعى المصرية لتفعيل نظام العقوبات التى تضمنها ميثاق الأمم المتحدة تجاه الدول والتنظيمات والمنظمات التى تدعم الإرهاب بأى شكل من أشكال الدعم المالى أو السياسى أو الإعلامى أو اللوجستى، وهو ما طالبت به مصر خلال رئاستها لجلسات مجلس الأمن الدولى، وتحركت مصر من خلال الأُطر الدبلوماسية الدولية - خاصة الأمم المتحدة - لتعزيز المواجهة الدولية الشاملة لظاهرة الإرهاب.
ومصر تتبنى استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب خلال السنوات الأخيرة، بدأتها بالإطاحة بجماعة الإخوان الإرهابية من الحكم، ومنذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئاسة البلاد، شن حربًا داخلية وخارجية ضد التطرف والجماعات الراديكالية، وبذلت الدبلوماسية المصرية جهودًا كبيرة على منابر الأمم المتحدة ومجلس الأمن وفى العواصم الغربية للحشد ضد المعركة الكبرى الإرهاب التى تهددها وتهدد دول المنطقة والعالم.
وتعاملت مصر مع ظاهرة الإرهاب على عدة مستويات، محليًا وإقليميًا ودوليًا، كما تم التصدى للنظرة الانتقائية لمواقف الدول الغربية تجاه الإرهاب، والعمل على إقناع الدول الرئيسية المؤثرة بضرورة تبنى نظرة شاملة تنطلق من القناعة بأن كل التنظيمات الإرهابية فى المنطقة تنبع من إطار فكرى وعقائدى واحد رغم اختلاف أشكالها وأهدافها، وأيضًا تعزيز التعاون الثنائى مع القوى الدولية فى مجال مكافحة الإرهاب بما يخدم المصالح المصرية والجهود الوطنية للتصد للتهديدات الإرهابية».
وعلى الصعيد الدولى، أكد الرئيس السيسى فى 21-6-2016 خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها 71 أن الإرهاب هو آفة هذا الزمان الذى تبثه دعاوى التطرف والعنف فى عقول البشر، مشددًا بقوله «علينا أن نغرس فى هذه العقول قيم التعايش وقبول الآخر، ولما كانت الثقافة انعكاس لمنظومة القيم التى يحيا بها الإنسان فعلينا أن نسخر الثقافة والقدرات التكنولوجية لصالح التنمية وتحقيق السلام».
وعلى الصعيد الإقليمى، شدد السيسى فى كلمته أمام القمة العربية الإسلامية الأمريكية التى عقدت بالرياض فى 21-5-2017، على أن خطر الإرهاب «بات يمثل تهديدًا جسيمًا لشعوب العالم أجمع»، مشيرًا إلى أن مواجهته واستئصاله من جذوره تتطلب إلى جانب الإجراءات الأمنية والعسكرية مقاربة شاملة تتضمن الأبعاد السياسية والأيديولوجية والتنموية».
وبعد خطاب الرئيس «السيسى» فى القمة، وافق مجلس الأمن الدولى، على طلب بعثة مصر لدى الأمم المتحدة بنيويورك، بإصدار نص خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى أمام القمة العربية للأمم المتحدة بالرياض كـ«وثيقة رسمية» من وثائق مجلس الأمن، ووافق رئيس مجلس الأمن على طلب مصر، وأقر خطاب الرئيس كوثيقة رسمية لمجلس الأمن الدولى تحت رمز «S2017450».
وتتويجًا لجهود مصر فى مكافحة خطاب وأيديولوجيات الإرهاب، نجحت البعثة المصرية لدى الأمم المتحدة فى نيويورك فى استصدار قرار فى 25-5-2017 من مجلس الأمن بإجماع آراء الدول أعضاء المجلس للترحيب بالإطار الدولى الشامل لمكافحة الخطاب الإرهابى ووضعه موضع التنفيذ، وهو الإطار الذى سبق أن نجحت مصر فى اعتماده بالإجماع كوثيقة رسمية من وثائق مجلس الأمن، وصدر القرار تحت رقم 2354.
الجهود المصرية التى نجحت فى تحقيق التوافق داخل المجلس حول إطار دولى شامل لمكافحة الخطاب الإرهابى، أهمية البعد الفكرى والأيديولوجى فى إطار الحرب العالمية على الإرهاب.
وعلى الصعيد الاقتصادى انتزعت مصر الصدارة من جنوب أفريقيا كأكثر الدول جذباً للاستثمار على مستوى القارة السمراء، حسب تقرير «أين تستثمر فى أفريقيا لعام 2018» الصادر عن بنك «راند ميرشنت». وذكرت شبكة «بلومبيرج» الإخبارية.
أزاحت مصر دولة جنوب إفريقيا من مركز الصدارة، لعدة أسباب، يأتى على رأسها حصول مصر على درجات تصنيف أعلى فيما يتعلق بالنشاط الاقتصادى بها، فى الوقت الذى شهدت فيه جنوب إفريقيا تباطؤ فى معدلات النمو الاقتصادى بها، حيث تدهورت معدلات النمو الاقتصادى بصورة ملحوظة خلال السبعة أعوام الماضية.. وللحديث بقية
«حفظ الله مصر قيادة وشعباً»
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف