جلال دويدار
خواطر .. انتصارات الجيش السوري وإنهاء مخطط التآمر
أصبح في حكم المؤكد أن الانتصارات التي حققها الجيش السوري في مواجهته لمعظم الجماعات الارهابية المأجورة قد أدت الي تجميد المخطط التآمري لتلك القوي التي تعمل علي تخريب وتمزيق العالم العربي. إن إسقاط النظام الحاكم في سوريا الشقيقة كان ضمن ما تم تخطيطه لشرذمة وتفتيت العالم العربي في أعقاب الحادثة الإرهابية التي تعرضت لها مدينة نيويورك عام ٢٠٠١.
إن الانتصارات الهائلة التي حققها الجيش السوري تؤكده وتدعمه الدلائل والشواهد التي تشير الي استعادة معظم الأراضي التي كانت تحت يد التنظيمات الارهابية. قدرت مساحة هذه الأراضي بما يساوي ٨٥٪ من كل مساحة سوريا. حدث هذا رغم العقبات والمعوقات التي واجهتها من جانب القوي الأجنبية المتورطة في إشعال الصراعات داخل سوريا وفي مقدمتها تركيا - أردوغان التي تسيطر عليها الأطماع والأحلام الوهمية للخلافة الاسلامية.. هذه الأطماع التركية لها سوابق تتمثل في استيلائها علي منطقة الاسكندرونة السورية منذ عدة عقود وضمتها إلي الأراضي التركية.
الأنباء التي تتناقلها وسائل الاعلام تقول إن الجيش السوري نجح في عبور نهر الفرات الي الضفة الشرقية من دير الزور منطلقا للقضاء تماما علي بقايا ما يسمي بـ »داعش» الذي كانت وراء تأسيسه القوي الأجنبية وتركيا.. إنهاء وجود هذا التنظيم الإرهابي فيما مازال تحت يديه من مساحات في دير الزور يعني انه لم يتبق لتحرير كل الأراضي السورية سوي مدينة الرقة التي تشهد حصارا ومعارك طاحنة باعتبارها آخر ملجأ لهذا الداعش المأجور.. ليس هناك مشكلة بعد ذلك لقيام الجيش السوري بعملية تصفية لبقايا الجيوب الارهابية المتواجدة في بعض المناطق.
لا يمكن لأحد أن ينكر مساهمة الدعم والمساندة السوفيتية في إطار الدفاع عن المصالح الاستراتيجية.. في تحقيق هذه الانتصارات التي أدت إلي قيام القوي الغربية المتآمرة الي تغيير الكثير من شعاراتها التي كانت تركز علي عدد من المطالب لانهاء الصراعات المسلحة في سوريا. هذه المطالب لا تستهدف وقف عمليات التقاتل التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من السوريين ولكنها عملت علي تصاعدها واشتعالها. كان من نتيجة الانتصارات التي استطاع الجيش السوري تحقيقها علي التنظيمات الارهابية إسقاط ما كانت تطالب به هذه القوي من شروط بينها تخلي رئيس الدولة السورية بشار الأسد عن الحكم.
إن ما يدمي القلوب تورط بعض القوي العربية في هذا الصراع الدامي الذي شهدته وتشهده سوريا وقيامها بدعم بعض التنظيمات الارهابية بالسلاح والمال. اكتشاف هذه القوي خطأ ما اقدمت عليه جاء متأخرا ولكنه حدث ليؤكد انه لا يصح الا الصحيح في النهاية.
كم ارجو أن يعي النظام الحاكم في سوريا هذه التجربة المريرة التي تحمل اعباءها الوطن والشعب السوري الذي تعرض للموت والتشريد. هذا الشعب المجتهد المكافح كان في مقدمة الشعوب العربية ارتفاعا في مستوي المعيشة ومثالا يحتذي في جدية العمل والاجتهاد والانتاج. ان النظام الحاكم مطالب بمعالجة كل السلبيات التي ادت لاطلاق شرارة هذا الصراع والتقاتل. انه مطالب بأن يصغي لرغبات هذا الشعب ويجعله مشاركا اصيلا في بناء مستقبل وطنه بعيدا عن أي مؤثرات عرقية أو أية تدخلات اقليمية أو خارجية.