الأخبار
خالد جبر
أضواء وظلال - مصر توجه العالم.. ويحترمها العالم
هذه هي المرة الرابعة التي تحدث فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.. المنظمة التي تجمع كل دول العالم.. وتجتمع سنويا في نفس الموعد بحضور الرؤساء والقادة لوضع تفاهمات حول أهم القضايا والمشاكل والأزمات.
هي فرصة طيبة لكل دولة في أن تطرح تصوراتها ومواقفها من القضايا التي تواجهها وتسعي لدعم دولي لها يعينها علي مواجهتها.. حتي الرئيس الأمريكي رئيس أكبر وأقوي وأغني دولة في العالم تحدث عن أزماته السياسية والاقتصادية والكارثية.. كما تحدث عن مشاكل العالم التي تقلقه.. تحدث عن الاعاصير التي ضربت بلاده وعن خطر كوريا الشمالية وعن الأزمات التي تثيرها قطر وايران وتركيا.. وعن الأوضاع الحرجة في سوريا وليبيا والعراق وفنزويلا.
لكن الرئيس المصري كان أكثر شمولا.. وأشد وضوحا وتحديدا.. لم يقتصر حديثه عن الوضع في مصر فقط.. بل تطرق بوضوح وحسم وحزم عن القضايا المهمة التي تواجهها المنطقة.. بل والعالم كله.. رئيس يتحدث بضمير العالم وبضمير السلام العالمي.. وضع يده علي النقاط المهمة والحساسة.. وقدم الحلول لها.. والمخرج منها إلي السلام والأمن.
عن الارهاب الذي نواجهه قال :إن مصر تقع علي حافة أخطر بؤر الأزمات في العالم وقدرها أن تشق طريقها بثقة في ظل مخاطر غير مسبوقة متبنية استراتيجية تنموية طموحة تقوم علي إصلاحات اقتصادية جذرية وشجاعة تهدف لتمكين جيل الشباب الذين يمثلون غالبية السكان ليس في مصر وحدها وإنما في أغلب المجتمعات الفتية في الدول العربية والعالم النامي.. إن مصر التي تخوض حربا ضروسا لاستئصال الإرهاب من أرضها ملتزمة بمواجهته وتعقبه والقضاء عليه بشكل نهائي وحاسم حيثما وجد.
وبوضوح قال إنه لا مجال لأي حديث جدي عن مصداقية نظام دولي يكيل بمكيالين، ويحارب الإرهاب في الوقت الذي يتسامح فيه مع داعميه، بل ويشركهم في نقاشات حول سبل مواجهة خطر هم صناعه في الأساس، ويتعين علي أعضاء التحالفات الدولية المختلفة الإجابة عن الأسئلة العالقة التي نطرحها من منطلق الإخلاص لشعوبنا، والتي يمتنع عن الإجابة عليها كل من يفضل الموائمة والازدواجية، لتحقيق مصالح سياسية علي أنقاض الدول ودماء الشعوب، التي لن نسمح أن تضيع هدرا تحت أي ظرف كان»‬.
نفس الأمر عند حديث الرئيس عن القضية الفلسطينية التي وصفها بأنها أقدم الجروح الغائرة في المنطقة العربية وهي أصبحت الشاهد الأكبر علي قصور النظم العالمية عن تطبيق سلسلة طويلة من قرارات الامم المتحدة ومجلس الأمن. وأن إغلاق هذا الملف من خلال تسوية عادلة تقوم علي الأسس والمرجعيات الدولية وتنشئ الدولة الفلسطينية المستقلة علي حدود عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية هو الشرط الضروري للانتقال بالمنطقة كلها إلي مرحلة الاستقرار والتنمية، والمحك الأساسي لاستعادة مصداقية الأمم المتحدة والنظام العالمي، ولا شك أن تحقيق السلام من شأنه أن ينزع عن الإرهاب إحدي الذرائع الرئيسية التي طالما استغلها كي يبرر تفشيه في المنطقة وبما يضمن لكافة شعوب المنطقة العيش في أمان وسلام. وأكد علي ضرورة حماية أمن وسلامة المواطن الفلسطيني جنبا إلي جنب مع أمن وسلامة المواطن الإسرائيلي .. وهذه فرصة قد لا تتكرر مرة أخري».
ولأنه ليس فقط زعيم مصر بل زعيم لكل العرب.. فإنه حدد طريق الحل للأزمة المستعصية في كل من الشقيقتين سوريا وليبيا.. مؤكدا علي إنه لا خلاص في سوريا الشقيقة إلا من خلال حل سياسي يتوافق عليه جميع السوريين، ويكون جوهره الحفاظ علي وحدة الدولة السورية وصيانة مؤسساتها وتوسيع قاعدتها الاجتماعية والسياسية لتشمل كل أطياف المجتمع السوري ومواجهة الإرهاب بحسم حتي القضاء عليه.. و لا حل في ليبيا إلا بالتسوية السياسية لمواجهة المحاولات التي توجه تفتيت الدولة وتحويلها مرتعاً للصراعات القبلية ومسرح عمليات للتنظيمات الإرهابية وتجار السلاح والبشر، وأن مصر لن تسمح باستمرار محاولات العبث بوحدة وسلامة الدولة الليبية أو المناورة بمقدرات الشعب الليبي الشقيق».
الرئيس السيسي رجل يفخر به شعبه.. ويحترمه العالم كله.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف