الوفد
عباس الطرابيلى
هموم مصرية - خطأ إعلامى خبيث !
كثير من المصريين ما زالوا يعتقدون أننا «مستمرون» فى إلقاء مياه النيل فى البحر المتوسط، عبر مصبى دمياط ورشيد، ولكن ذلك قمة استمرار الجهل؛ لأن أحدًا لم يكلف نفسه تصحيح هذه المفاهيم الخاطئة تمامًا.. بل من هؤلاء من يعمل فى وسائل الإعلام المختلفة.. بالذات من يتحدث وهو واقف عند رأس البر حيث مصب نهر النيل فى دمياط.. ثم بسبب الآية الكريمة التى وردت فى سورة الرحمن «مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان».
وكان ذلك كله، قبل أن ننتهى من بناء السد العالى، حيث امتنع تمامًا السماح بإلقاء «بعض» مياه النيل فى البحر المتوسط.. وإذا كان هذا السلوك بدأ فى الستينيات.. فهل يستقيم ونحن الآن نعانى من قحط مائى شديد ودخلنا عصرًا من العطش المائى! أقول ذلك رغم أننا نحتاج أحيانًا كثيرة إلى غسل النهر، أى تطهيره.. فإذا كان الفيضان يأتى كل عام فيغسل مجرى النهر، ويزيل الشوائب الناتجة - معظمها - عن سلوكيات المصريين فإن ذلك توقف.. وحتى لا تتعطن المياه، يجب أن تجرى بعض الشيء خصوصًا قرب مآخذ محطات مياه الشرب.. وبهدف إزالة نبات ورد النيل، الذى يشرب حوالى ربع إيراد النهر.. من المياه.
<< وفى بعض سنوات زيادة محصول النهر - أى الفيضانات العالية نقوم بتخزين المياه - عند السد العالى فى أسوان - لتزيد من معدل وحجم البحيرة هناك، تحسبًا لما قد يأتى به الزمن من فيضانات منخفضة، فإذا زادت مياه الفيضان علي حدها نلجأ إلى «مفيض توشكى» لكى تصب فيه المياه الزائدة.. وهناك تتم زراعة أى أرض حول هذا المفيض.. نزرعها بالبطيخ والخضراوات وغيرها.. وكل ذلك حتى لا نلقى فى البحر المتوسط مترًا واحدًا من مياه النيل عند مصبى دمياط ورشيد.
بل إننا نعيد استخدام مياه الصرف الزراعى، أكثر من مرة.. وكذلك مياه الصرف الصحى، بعد المعالجة لنواجه نقص مياه النيل.. فكيف نلقى مياه النيل فى البحر المتوسط.
<< وللأسف فإن إثيوبيا أقنعت بعض دول أفريقيا بأن مصر ما زالت ترمى بمياه النيل فى البحر المتوسط، مستندة فى أقوالها إلي ما تنشره وسائل الإعلام المصرية.. من أن مياه النيل تصب فى البحر المالح، فكيف تطالب بزيادة حصتها من النيل.. بينما تقوم بإلقاء هذه المياه فى البحر.. وربما تستند أيضا إلى أننا كنا - زمان -نلقى مياه الصرف الزراعى عبر محطات رفع فى السرو مثلا والعطف. ولكن ذلك أيضًا توقف.. وإن كنا نرمى بما يتبقى من مياه الصرف - بعد تعدد مرات استخدامها - فى البحيرات الشمالية، كما هو فى بحيرة المنزلة وبحيرة البرلس وبحيرة مريوط.
<< هنا يأتى دور الإعلام، حتى ولو فكرنا فى إزالة النصب التذكارى الذى أقامته محافظة دمياط على لسان رأس البر.. ويتحدث فيه عما جاء فى سورة الرحمن عن مرج البحرين.
والطريف أن كل دمياطى يعرف هذه الحقيقة.. ولكن من العيب أن يقع فيها أى إعلامى.. بل يرددها ليؤكد لمن يدبر لمنع مياه النيل عن مصر - بسبب سد النهضة - أن مصر تلقى مياه النيل فى البحر المالح.
تلك كلها من الأخطاء الشائعة التى يروج لها الجاهلون، وما أكثر الجاهلين فى إعلامنا المصرى.. الآن!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف