الجمهورية
ماهر عباس
47 عاما علي رحيل ناصر.. والهجوم مستمر
يصادف الخميس القادم مرور 47 عاما علي رحيل الزعيم الخالد جمال عبدالناصر وبرغم السنين إلا أن حملات الهجوم لاتزال مستمرة وقد يكون مفهوما ان يهاجم من اضيروا من اجراءات الثورة وما يثير الدهشة والغثيان ان الهجوم من الذين استفادوا من انجازات يوليو الاجتماعية بينهم وزراء وسفراء لولا الثورة لما حصلوا علي الحد الأدني من التعليم قبل الثورة كانت السيطرة لأبناء طبقة الباشوات ومعظم الذين تولوا المناصب مستفيدون من التجربة الناصرية وكثيرون منهم اليوم تنكروا لجذورهم واصولهم الاجتماعية بعد ان استفادوا من البعثات في كافة التخصصات بالحصول علي الدكتوراه.
بعضهم - اعتقد ان ذاكرتنا ضعيفة - وصف نفسه بأنه من طبقة الحكام والنبلاء وهي ظواهر متكررة لها دوافعها في الانكار والتنكر.
في ظني أن هذه الحملات المتجددة بعضها ومنها كتاب عمرو موسي انتجتها حقب الانفتاح وطبقة الرأسمالية الجديدة بتوصيف متحفظ - رثة - تنشر ثقافتها وسلوكها في المجتمع الذي يحتاج اليوم الي عودة الوعي في هرم اجتماعي فقد بوصلته.
وبرغم مرور 47 عاما علي وفاته ونحو 45 عاما علي تجربة الانفتاح إلا أن المقارنة التعليمية والصحية والتصنيع وحقوق العمال والفلاحين لا تقارن.. أمامي عندما اعود بالذاكرة في القراءة للتاريخ وكنت صغيرا عند وفاته واعيش في قرية صغيرة "منسية" لكن بها خدمات صحية وتعليمية وأقف كيف رسم ناصر خريطة مصر عربيا وافريقيا واسلاميا ودوليا؟ من عدم الانحياز والتحرر العربي والافريقي والسؤال لماذا عجزت الرأسمالية عن تطوير قلاع ناصر الصناعية في الحديد والغزل والنسيج والبتروكيماويات والسيارات؟
كيف غاب الاسكان الاجتماعي ليحل مكانه فيلات وقصور واستوردنا العدس والفول والقمح واللحوم وعجزنا عن استيعاب العمالة وظهر لنا المعاش المبكر "سرطان" عصر مبارك.
ولم يتطور التعليم وطغي الخاص كنموذج للفئة التي تنكرت لأصولها واصبحت مدارسنا وجامعاتنا مشاريع استثمارية ونهش المرض اجساد المصريين وسط فندقة الطب وسقوط الفقراء من الحساب والرأسمالية الجديدة تعالج بالخارج .
اعتقد ان المتنكرين لناصر ولأصولهم خريجو جامعات مصر نجحوا فقط في الاستيلاء علي أراضي الدولة ونهبوا الثروة وهربوها واحتالوا علي صناعتنا بالخصخصة وفقد منتجنا الوطني قدرته التنافسية والريادة في افريقيا وآسيا.
زوبعة عمرو موسي لن تكون الاخيرة التي تطول الزعيم الخالد لكن لو ذهب بنفسه الي القليوبية لأبلغوه بانه حاد عن الطريق وهو يعرف السبب لماذا زوبعة الأكل "الباريسي" لرجل كان يرتدي "الكستور" الذي لم يعرفه موسي.
كثيرون اتهموا ناصر بتخريب الزراعة والصناعة وبعد 47 عاما ماذا فعلتم؟ أظن انه في ظل غياب المراجع والارقام يصبح الحوار معهم عبثا وهم الي الآن فاشلون في قراءة الواقع وينسون أن المصريين كانوا يصطفون أمام حنفية مياه الشرب قبل الثورة.
المتنكرون لناصر مصابون بمرض "الفهلوة الثقافية" وفي مجتمع يضم نخبة تنحاز للرأسمالية المتوحشة وليس الوطنية سيظل الهجوم علي ناصر مستمرا.
ان "الهبة الشعبية" للدفاع عن ناصر بعد نشر كتاب موسي يعكس ان الشعب المصري يملك الوعي وان الأبناء الذين اطلق عليهم "ناصريون بدون عبد الناصر" ردوا علي الأكاذيب!!
وفي كلمة أخيرة سيظل ناصر في الذاكرة المصرية "اما الزبد فيذهب جفاء.. واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض" رحمه الله جزاء ما فعله للفقراء والمهمشين فقد ترك بصمات قوية في الأمة العربية في عقولنا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف