الجمهورية
رضوان الزياتى
فلينزل الوزراء إلي الشوارع
نعيش حاليًا أيامًا مباركة.. احتفلنا بليلة الإسراء والمعراج قبل اسبوعين.. ثم احتفلنا بليلة النصف من شعبان أمس الأول.. ونقترب من شهر رمضان الكريم.. وللأسف هناك الكثيرون الذين لا يشعرون بهذه الأجواء الروحانية الرائعة لإنشغالهم بهموم الحياة والصراع علي المال والسلطة والجاه.. بل هناك من يعيش الوهم اسيرًا لخياله المريض!!
عشت خلال الأيام القليلة الماضية العديد من الأحداث التي كانت لها تأثير كبير علي أناس بسطاء في أعماق الريف.. وعلي رأس هذه الأحداث زيارة المحترم المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة لعدد من مراكز الشباب والأندية بمركز الخانكة لافتتاح ملاعب جديدة وتفقد مشروعات شبابية ورياضية يتم تنفيذها حاليا بناديي الخانكة والاتحاد السوداني بالجبل الأصفر.
لقد طالعت الفرحة والدهشة علي وجوه الكثيرين من البسطاء رجالاً ونساءً وشبابًا وأطفالاً لأنها المرة الأولي التي يتواجد فيها وزير من الحكومة بينهم.
لم يصدق هؤلاء ان وزيرًا يدخل مثل هذه الشوارع الضيقة في قرية مثل عرب العيايدة ليشارك الشباب فرحته بافتتاح ملعب جديد.
لم يصدق هؤلاء أن وزيرًا وعددا من زملائه المسئولين يعبرون السكة الحديد لتلبية دعوة الجبل الأصفر لزيارة ناديهم العريق ويجلس معهم الوزير أكثر من نصف ساعة يتحاور معهم ويستجيب لمطالبهم بانشاء ملعب قانوني بتكلفة 3.5 مليون جنيه ودعم أنشطة النادي.
لم يصدق أهالي القلج أن وزير الشباب والرياضة يتحمل هذه الأجواء الصعبة والحرارة الشديدة ويجلس بينهم أكثر من ساعة ويحضر الاحتفالية الرياضية لتكريم الشهيد أحمد راضي الزياتي ويحرص علي اهداء درع الوزارة لوالده الشهيد.
إن هذا الوزير المحترم لابد أن يكون قدوة لغيره من الوزراء والمسئولين الذين لابد أن ينزلوا إلي الشارع وإلي القري ليراهم الناس وينقلوا لهم شكاواهم ومشاكلهم لحلها لأن وجود المسئول بين المواطنين يعيد الثقة بين الحكومة والشعب.
إن المشاكل في هذا البلد كثيرة وعلي رأسها أزمة مياه الشرب التي يعاني منها الكثيرون من المواطنين وخاصة في القري.. ولابد أن تتدخل الحكومة بكل قوة لحلها.. ففي رأي أن أهم مشكلتين يجب أن تتعدي لهما الحكومة هما المياه والصرف الصحي ولابد من توجيه القدر الأكبر من ميزانية الدولة لدعم مشروعات هذين القطاعين الحيويين ولو كانت علي حساب خدمات وقطاعات أخري ولو تجرأت الحكومة وخصصت نصف ميزانية الدولة لهذين القطاعين علي مدار ثلاث أو أربع سنوات فإننا سنحل الأزمة كلها.. بل وسنحل أزمات أخري متعلقة بهما مثل الصحة.. فبدلا من انشاء مستشفيات لا تقدم خدمات حقيقية.. نحل مشكلة الصرف الصحي الذي لوث كل شيء في حياتنا.. لوثت طعامنا وشرابنا وهواءنا.. ودمر صحة المواطنين.
والله.. لو تم حل مشكلة الصرف الصحي والمياه في مصر لتحسنت صحة المواطنين واختفت أمراض الكلي والتهاب الكبد الوبائي وغيرها من الأمراض المزمنة التي تكبد خزينة الدولة عشرات المليارات من الجنيهات!!
ليت المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء يعطي اهتمامه الأكبر هو وحكومته لأزمة المياه والصرف الصحي.. لأنهما أهم ما يمس حياة المواطنين.. اللهم بلغت.. اللهم فاشهد.. والله من وراء القصد.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف