طارق مراد
أوربا تتصدي للفساد القطري
مازالت صفقة انتقال النجم البرازيلي نيمار من برشلونة الإسباني إلي نادي باريس سان جيرمان تلقي بظلالها.. وآثارها السلبية علي كرة القدم الأوروبية بسبب ما شهدته من جنون وعملية غسيل الأموال المكشوفة التي قام بها ناصر الخليفي القطري لحكام إدارة قطر الإرهابية ورئيس النادي الفرنسي عندما وقع لبرشلونة 226 مليون يورو قيمة الشرط الجزائي لفسخ عقد نيمار مع فريقه الإسباني لضمه لصفوف النادي الباريسي بعاصمة الأنوار الفرنسية.. وقلب هذا القطري ممثل إدارة الإرهاب في الكرة الأوروبية كل الموازين داخل بورصتها بسبب هذا المبلغ الخيالي الذي دفعه لشراء نيمار قائد منتخب السامبا البرازيلي واتفق الكثير من قيادات وخبراء الرياضة في العالم بأنها جريمة في حق الكرة الأوروبية وصورة صارخة لنقاصة هذا القطري.
وفور إتمام هذه الصفقة المجنونة والتي أصابت أسرة الكرة الأوروبية من أندية واتحادات محلية بالقارة العجوز بصدمة عنيفة وحيرة وارتباك كونها هدمت الكثير من تقاليدها ومبادئها وفتحت الباب علي مصراعيه لبدء عصر من الفساد يهدد مستقبلها وينذر بانهيارها.
جاءت تصريحات هاينز رومنيجيه رئيس نادي بايرن ميونخ العملاق الألماني والذي كان يرأس رابطة الأندية الأوروبية قبل أن يسلم المهمة مؤخرًا لأندية أنييلي الإيطالي رئيس نادي اليوفنتوس بأن تكاليف انتقال نيمار من برشلونة إلي باريس سان جيرمان فاقت تكاليف مشروع إنشاء استاد نادي البايرن "اليانز أرينا" والذي تكف 220 مليون يورو وهو ما يعكس مدي خطورة هذا التصرف الجنوني لصفقة نيمار.
وبالتالي لابد من التحرك السريع من جانب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والاتحادات المحلية وأندية القارة العجوز للدفاع عن استقرار ومستقبل اللعبة بدلاً من تدميرها من هؤلاء الذين يسعون لغسيل الأموال أو البحث عن الأرباح حتي لو كان ذلك علي حساب تطوير اللعبة وعدالة المنافسة بين الأندية لتجنب قتل طموح من يرغب في الصعود لمنصات التتويج سواء في البطولات المحلية بالدول الأوروبية أو بطولات أوروبا للأندية الأبطال والدوري الأوروبي بسبب هذا الانفلات والفوضي في أسعار اللاعبين.
وهنا قام رومنيجيه نجم وأسطورة الكرة الألمانية السابق بفتح هذا الملف الخطير في اجتماع رابطة الأندية الأوروبية أصحاب المصلحة الأولي في تلك القضية المصيرية في مستقبل القارة العجوز.. وجاء موعد اجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم المنعقدة حاليًا بسويسرا ليصبح هذا الملف الخطير هو القضية الرئيسية التي فرضت نفسها علي جدول أعمال اجتماعات "الويفا" برئاسة السلافاكي الكسندر تشيفيرن عندما أعلن أنه حان الوقت للتصدي لهذه الظاهرة السلبية مؤكدًا قناعته بتصريحات الزعيمة الألمانية المستشارة ميركل والتي طالبت الاتحاد الأوروبي للكرة بوضع حلول حاسمة وخارطة طريق لإنقاذها من فساد وجنون الإنفاق علي صفقات اللاعبين مثلما فعل ابن إمارة الإرهاب في عملية شراء نيمار.. والتي جعلت ساسة أوروبا يستشعرون بخطر هذا السفه القطري علي مستقبل اللعبة بالقارة كونه سوف يؤثر علي قدرات الأندية والاتحادات علي توسيع قواعد الممارسين للعبة وبرامج تدريب وتأهيل اللاعبين بدنيًا وفنيًا وتطوير وإنشاء الملاعب.
وانطلاقًا من هذا الواقع أكد الكسندر أنه سيتم وضع سقف لعقود وصفقات اللاعبين وتحديد نسبة عمولات السماسرة لضمان تحقيق العدالة بين الأندية في ضم النجوم وإتاحة الفرصة أمام الجميع للمنافسة علي البطولات لأن جنون صفقة نيمار الخيالية ساهمت في أن تتخطي صفقات الميركاتو الصيفي بالدوريات الأوروبية للمليار يورو هذا العام.. وهو ما يمثل ناقوس خطر علي برامج تطوير اللعبة وبناء عليه طالب رئيس الويفا من الاتحادات المحلية تقديم مقترحات لإنقاذ الكرة الأوروبية بتحجيم السماسرة الخطر الأكبر علي اللعبة ووضع سقف لعقود وصفقات اللاعبين وذلك حتي يتم بلورة هذه المقترحات في مشروع متكامل يلتزم بتطبيقه الأندية الأوروبية واتحاداتها المحلية كبيرها أو صغيرها للحفاظ علي مستقبل واستقرار تطهير الكرة بالقارة العجوز بحمايتها وإنقاذها من فساد وكلاء اللاعبين والباحثين عن طرق لغسيل الأموال مثل القطري ناصر الخليفي.