الأخبار
خالد رزق
مشوار - الوطن وآكلو «ودان البشر»
زمان أيام الجامعة في النصف الثاني من الثمانينيات، كنا لا نستغرب كثيرا عندما يبادر زميل جديد معرفا نفسه »فلان شيوعي»‬ أو »‬فلان جماعات» فهذه الموضة السخيفة التي ورثها ضعاف العقول ومعدومو الشخصية في جيلنا عن نظرائهم من جيل السبعينيات كانت الملاذ للباحثين عن ضوء واهتمام، أو مكانة عصي عليهم الوصول إليها ويتصورون أن مثل هذه الإدعاءات تحققها لهم..
اليوم تبدل الأمر إذ لم يعد معقولا في العام السابع عشر بعد الألفين أن يبادرك أحدهم »‬بهلفطة» كتلك.. ولكنهم استبدلوها بالجديد.. فهذا المؤيد في المطلق لأي وكل شئ والذي احتكر الوطنية وإطارها عنده السلطة أياً ما كانت وأياً كان ما تقول به وإلي ذلك فعنده يكون كل صوت معارض وكل ملمح نقد لقرار ما أومشروع ما خيانة للوطن.. وذاك الناشط المعارض لأي شئ وكل شئ لا أحد يفهم ما يفهم ولا أحد غيره يمتلك ناصية الحقيقية.. ودائما تري الفريقين يعودان للوراء، لذكريات غيبتها السنون لتبرير وجهات نظرهما.. وهؤلاء الذين توقف بهم الزمن عند ماض مر بهم فأهملهم وتوقفت لديهم الدنيا وأحداثها عند ذواتهم لا يرجي منهم وبهم نفعا ولا فائدة، إذ هم لا يشعرون بوجودهم إلا باختلاق المواقف واصطناع المعارك حولهم، وإن وجدتهم يوما يقفون موقف المساند لأحد فتأكد أنهم لا يريدون أكثر من ضرب آخر يرونه أكثر كفاية وتحركا ونشاطا ويتخوفون من صعوده.. ولهذا فغالبا ما تراهم وقد دفعوا إلي المشهد بصغار ضعاف لم يختبروا العالم وآثامه بعد.. وسرعان ما يستبدلونهم بغيرهم تحوطا من افتضاح مواقفهم الخائبة.
ولست شيوعياً ولا جماعات أو إخواناً وطبعاً عمري ما كنت »‬حزب وطني».. يعني باختصار كده مصري ككل الذين لا يرون سوي مصلحة بلدهم.. وفيها بالضرورة مصلحة عيالهم، ومصلحة بلدي وأولادي هي فقط التي يمكن أن أحارب لأجلها، سواء كان برفض مبارك وسياساته في عز قوته وجبروته.. أو بمحاربة الوجود الإخواني الذي هيمن علي مقدرات الوطن بعد ثورتنا الأولي وبرفض كل خطأ للنظام والحكومة القائمين.. ولكني لا أنسي أبدا أن جيش مصر وأعضاء بمجلسه الأعلي ساندوا ثورتينا.. ولهذا لا أجد صعوبة في الاستماع لما يصدر عن النظام، فما أراه صواباً أكون معه بالضرورة وما أراه خطأ أرفضه وبنفس القدر ولأني مصري مع الثورة قلبا وقالبا ووجدانا وروحا فأتفق مع كل صحيح تتوجه له وأرفض كل خطأ تقع به وكما أجد العذر لتجربتنا الثورية الأولي في أخطائها فلا أجد تحرجا من التماس الأعذار لمن يمارسون تجربة السلطة والحكم لأول مرة
و لهذا استغرب كثيرا أن يصدر عن أي مصري أحكام مطلقة بشأن المعارضة والنظام.. طب عايز إيه يا عم أنت وهو الإجابة أيسر ما يمكن.. »‬هم» هذا الصنف من المؤيدين والمعارضين، يريدون معارك أبدية لا تنتهي فوسط احتدامها فقط وبعيدا عن لهيبها هم يقفون لينظروا ويحللوا فيشعرون بقيمة حتي لو علي حساب الوطن.
يا إخواننا والنبي اللي خايف علي ودنه لما يقابل واحد من دول بلاش يسلمها له ها تتاكل »‬ع» الفاضي، ربنا يعفينا ويعفيكم..
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف