سبحان الله الذي نجا عبده ورسوله سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ـ وصاحبه أبوبكر الصديق من براثن الشر والكفر أثناء هجرته من مكة إلي المدينة المنورة.
أعد سيدنا محمد العدة وأخذ بالأسباب المنطقية للخروج وانتظره الكفار من جميع القبائل لقتله ولكن الله أعمي بصيرتهم في بادئ الأمر وحتي عندما تعقبوه إلي غار ثور ورأوا نسيج العنكبوت وبيض الحمام فكذبوا قصاص الأثر بأنهما في الغار رغم أن سيدنا أبوبكر قال: لو نظر أحدهم أسفل قدمه لرآنا. ولكنها حكمة الله سبحانه وتعالي فحفظ نبيه وصاحبه من غدر الكفار بجنود لم يروها.
حقا »وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ»‬ وها نحن ننظر إلي أنفسنا نجد لباس التقوي قد غاب عنا وانتشر الفساد في البر والبحر وزادت حالات الرشوة بين الناس ووصل إلي مراتب عليا من هم ليسوا أهلا لها.
فهل تطيب الأرض لنا بعد هذه الأفعال الشائنة؟! لا إلا إذا عدنا إلي جهاد النفس الأمارة بالسوء وإلي خُلق سيدنا محمد ـ صلي الله عليه وسلم ـ حتي نحظي ببركات السماء والأرض.
نحن في حاجة إلي هجرة الشر من قلوبنا وعقولنا إلي ما نهي الله عنه وإلي خلع شجرة الفساد الذي عشش في جدران الوطن وإلي البر بالوالدين فأصبحنا الآن نري جرائم يشيب لها الولدان ترتكب في حقهم وتسيل دماؤهم من أجل حفنة أموال أو الاستيلاء علي ما يؤويهم فلا يجدان سوي الشارع.
أدعو الله أن نبدأ صفحة العام الهجري بصفاء نفس وهجرة للفساد والشر وعودة حميدة للتمسك بالأخلاق وإلا سيسلط الله علينا من يخيفنا جنود نراها رأي العين.