الأخبار
محمد البنهساوى
حروف ثائرة - الجونة والفنكوش.. والحساب المنتظر !!
فضيحة بكل المقاييس.. تلك التي شهدتها مدينة السلام ودرة تاج السياحة العالمية.. شرم الشيخ.. فقد انتظر الجميع الأسبوع الماضي حدثا فنيا مهما يساهم في تخفيف آلام وأوجاع شرم السياحية.. وبدلا من أن يكون الحدث أداة للتخفيف عن شرم.. تحول إلي خنجر مسموم تم غرسه ليغتال أحلام شرم.. ويغتال معها سمعة مصر دوليا
فقد أعلنت منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الأسيوية برئاسة الوزير الأسبق حلمي الحديدي عن تنظيم مهرجان شرم الشيخ الأفريقي الأسيوي للسينما.. بحضور حشد من الاعلاميين والنقاد والفنانيين من مصر وافريقيا والدول العربية.. وإذا بالأمر لايمت بصلة للتنظيم ولا المهرجانات.. فما أن بدأت الفعاليات حتي بدأت معها سلسلة من الفضائح المدوية ليكتشف الجميع أنهم أمام مهرجان لـ " الفنكوش ".. بدءا من قيام إدارة المهرجان بعدم سداد مستحقات الفنادق التي طلبت من الضيوف المصريين والأجانب المغادرة فورا.. مرورا بالحفلات التي أقيمت علي هامشه والتي جاءت علي عكس ما هو مخطط ومعلن.. وتحولت لمولد وصاحبه غايب.. وسبوبة لجني الأموال من أماكن عرضها حتي ان تلك الأماكن سمحت بتقديم الشيشة التي ارتفعت أسعارها كلما اقترب مكان طالبها من مكان العرض !!.. ناهيك عن السوء الفظيع في التنظيم.. واختفي المسئولون عن المهرجان بصورة مريبة في كل مشكلة.. وانتهاء باستغاثات صوتية تناولتها كل المواقع والفضائيات من ضيوف كبار حضروا حبا في مصر.. وسعيا لحدث اعتقدوه عظيما.. استغاثوا وهم في قلب مطاراتنا ولم يجدوا تذاكر سفر لعودتهم إلي بلادهم وبينهم عرب وأوربيون ومكسيكيون وأفارقة.. وجاءت استغاثاتهم " توجع القلب " من كلمات عن مصر التي حضروا من أجلها فإذا بهم وقد وجدوا أنفسهم ضحية لعملية نصب ممنهج باسمها !!.. ولولا تدخل نقيب المهن السينمائية الذي حجز لهم التذاكر علي نفقته لتمادت الفضيحة.. وبالتأكيد ستمتد وتمتد عندما يعود هؤلاء لبلادهم ليرووا ما تعرضوا له في مصر بوسائل إعلامهم وفي تقاريرهم للجهات التي يمثلونها.
العجيب أن هذا المهرجان كان يحظي برعاية 21 جهة حكومية في مقدمتها وزارات الثقافة والخارجية الشباب والسياحة ومحافظة جنوب سيناء.. والسؤال الان.. هل دفعت تلك الجهات مبالغ الدعم فعلا.. وهل تابعوا الأموال التي خصصوها للمهرجان.. وكيف أنفقت ؟.. والسؤال الأهم.. هل بدأ أحد التحقيق في تلك الفضيحة الدولية المدوية في حق مصر ؟.. بالمهرجان الذي اقيم تحت شعار دعم السياحة وشرم الشيخ تحول لأداة كما قلت لاغتيال سمعة مصر السياحية.. فمن المسئول وأين العقاب ؟.. وهل تسمح مصر لكل من هب ودب أن يستغل اسمها في تنظيم مهرجانات السبوبة التي تتحول في النهاية إلي تلك النتيجة المأساوية؟ ألا توجد جهة تراقب تلك المهرجانات ؟.. بالطبع سيتباري المسئولون عن ذكر جهات عديدة مسئولة عن تنظيم مثل هذه المهرجانات.. ومن تلك الجهات يجب ان تكون العبرة والعظة.. لابد من محاكمة علنية لمسئولي تلك الجهات أيا كان منصبهم او اسمهم.. فقد ارتكبوا جرما في حق مصر يمس امنها القومي وسمعتها الدولية التي يبذل الجميع وفي مقدمتهم رئيس الدولة جهدا مضنيا لتحسين صورة مصر وإظهار وجهها الحضاري الحقيقي.. وكلما تقدمنا خطوة في تحسين الصورة.. اعادنا أمثال هؤلاء المشرفين عن تلك المهرجانات خطوات وسنوات للخلف.
لا ننكر أهمية تلك المهرجانات في الترويج لمصر وتحسين صورتها.. والامثلة علي ذلك عديدة.. ولعل آخرها مهرجان الجونة السينمائي.. الذي لفت أنظار العالم أجمع خاصة الدول العربية صوب مصر وجمالها وروعتها.. تنظيم جيد.. مسئولية وطنية.. فكر تنظيمي جعل الحميع يأمل ويؤكد أن مهرجان الجونة سينافس مهرجان دبي الشهير !!
فهل ينسينا نجاح مهرجان الجونة كارثة مهرجان شرم ومعاقبة المسئولين عنها ؟! إنا لمنتظرون !!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف