السؤال الذى يطرح بالنسبة للانتخابات البرلمانية الألمانية التى تجرى اليوم لا يتعلق بما إذا كان حزب المستشارة ميركل «سيدة الممكن» سيفوز فيها، وإنما أى الأحزاب سيحل ثالثا بعد الحزب الاشتراكى شريك الائتلاف. المرتبة الثالثة تتنافس عليها بقوة أحزاب :البديل من أجل ألمانيا اليمينى المتطرف، والديمقراطى الحر، والخضر .ويحذر الخبراء والمحللون من احتلال البديل المرتبة الثالثة مخافة أن يتزعم المعارضة فى البرلمان،وهو ماقد يرفع من نسبة المشاركة للحيلولة دون تنامى قوة البديل، وقد تصل إلى 80% من الناخبين البالغ عددهم 61٫5 مليونا.وتوضح الاستطلاعات أن نحو 56 %يرون أن المستشارة ميركل هى الأقدر على إدارة البلاد فى الظروف الحالية محليا وإقليميا ودوليا،وإن كان حزبها المسيحى الديمقراطى يحظى بتأييد نحو37 %مقابل 22 %للحزب الاشتراكى بزعامة مارتن شولتس. ويميل البعض للتغيير بأن ينتقل الحزب الاشتراكى للمعارضة ويتخلى عن الائتلاف ،ليكون هناك حزب كبير يتزعم المعارضة، ولا تترك الساحة لحزب البديل ، وأن يتشكل ائتلاف حكومى يضم إلى جانب حزب ميركل كلا من الحزب الديمقراطى الحر والخضر، وهو ائتلاف أطلق عليه اسم« إئتلاف جامايكا» نسبة إلى لون علم جامايكا الذى يحمل ألوان الأحزاب الثلاثة :الأسود والأصفر والأخضر. ويخوض الانتخابات 42 حزبا، تتنافس على نحو630 مقعدا.وأطلق على ميركل (63 عاما) «سيدة الممكن» لمهارتها وهدوئها فى التعامل مع الأزمات والتحديات الداخلية والخارجية. وهى حاليا الزعيمة الأوروبية الأطول حكما، إذ تتولى منصبها منذ 2005، وهى أول سيدة تشغل هذا المنصب من بين 8 مستشارين لألمانيا. تتطلع أوروبا لاستمرار ميركل بوصفها قاطرة الاتحاد الأوروبى وركيزة استقراره. وفى مصر أعتقد أننا نرحب باستمرار «سيدة الممكن» كمستشارة لألمانيا فى ضوء التقارب والتفاهم الذى شهدناه أخيرا بين البلدين.