الجمهورية
عادل الحريرى
إياك أن تختلف معي
لم يعد الخلاف الآن في الرأي يفسد للود قضية بل يفتح أبواب جهنم ويدفع لقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق.. فقد اصبح عاديا ان تقرأ وتسمع وتشاهد خلافا في الرأي انتهي بمشاجرة استخدمت فيها أقذع انوع الشتائم.. وحين يلتهب الامر يتم استعمال الاسلحة البيضاء وحين تدهورت الأوضاع دخل الخرطوش والرصاص الحي ساحة الرأي.
وإذا كان من الطبيعي أن يتكرر وقوع المشاجرات بين عموم الشعب من الباعة الجائلين واصحاب المحلات او خناقات الجيران في المناطق الشعبية لأتفه الاسباب.. فما الداعي إلي أن يقع مثل هذه المشاجرات والملاسنات اللفظية بين خواص الشعب الذي يتباهي بعضهم بأنهم تلقوا أرقي انواع التعليم في الجامعات الامريكية والاوروبية.
إذا كان اهل ذلك والقادرون عليه يستخدمون احط الالفاظ والعبارات لذم معارضيهم بدعوي الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير دون أن يراعي كل هؤلاء أن الف باء ديمقراطية هي احترام الرأي الآخر.
إياك أن تختلف معي في الرأي وإلا ستدفع حياتك ثمنا للدفاع عن رأيك.. هكذا أصبح كل مصري لا يريد للآخر أن يري إلا ما يراه هو.
لم يعد كثير من المصريين يحتملون أن تختلف معهم في الرأي وعليك ان توافق الجميع علي آرائهم وإلا سلقوك بألسنة حداد.. ووصل عدم التسامح مع الآراء المخالفة داخل الفصيل الواحد.. فإما أن توافق الفصيل الذي تتبعه علي كل آرائه أو أن تتهم بأنك مارق وفاسق وشاق عن الصف وكافر وكاذب وخاين للإسلام.
فهل نتخلص من هذا المناخ المسموم والمعبأ برياح الكراهية والحقد وتغليب المصلحة الخاصة والتي غطت الغلاف الجوي المصري بأكمله ونحترم الرأي والرأي الآخر الذي يبني ولا يهدم أتمني.
***
من الحياة
* الصمت هو الصديق الوحيد الذي لم يخنك أبداً.
* يمكن ارضاء الكثيرين إلا الحاقد فإنه يتمني زوال النعمة عنك.
* إذا أردت أن تعرف الناس راقب أفعالهم لا أقوالهم.
* الحياة تصبح رائعة إذا تركك الناس في حالك.. لكنهم أبدا لا يفعلون.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف