عندما يتحدث مسئول سواء في الحكومة أو في الوزارة أو أي مواطن في مصر عن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر يقول إنه لا سبيل للخروج من هذه الأزمة أولا بناء مصر اقتصاديًا ولا تنمويًا إلا بالإنتاج.. وكلمة الإنتاج كلمة لها مدلول عام ومختلف من مجال لآخر، ولكن ما يعنيه ويقصده الجميع هو الإنتاج الصناعي والزراعي هما عماد الحالة الاقتصادية في أي دولة، وفي مصر تتوفر جميع مقومات النجاح في الصناعة والزراعة، ولكن بسبب سوء الإدارة وعدم التنسيق المشترك بين المؤسسات والوزارات وعدم التخطيط لا تثمر جهود التنمية..

فعلى سبيل المثال لا الحصر صناعة المنسوجات والغزل والنسيج في مصر كانت لها باع وتاريخ مشرف في السنوات السابقة، فلدينا القطن المصري الذي يتهافت ويتصارع عليه جميع دول العالم لجودته، ولذلك أنشئت مصانع الغزل والنسيج سواء في دمياط أو غزل المحلة أو غيرها، وقد تأثرت هذه الصناعة وأهملت، ولم يتم البحث بجدية في أسباب تراجع هذه الصناعة، ولكن عندما تناقش مسئول يقول قلت المساحة المزروعة من القطن، وغلاء الأيدي العاملة، ومرة أخرى يقولون عدم استلام المصانع إنتاج القطن، وعزوف المزارعين عن زراعته..

فأحيانًا يكون المطلوب للإنتاج زراعة القطن قصير التيلة، في حين أنه يتم زراعة القطن طويل التيلة، وأحيانًا يكون المطلوب تغيير الماكينات في هذه المصانع، وللأسف ضاعت المسئولية بين هذا وذاك..

والسؤال الذي يفرض نفسه: هل قام السيد رئيس الوزراء بالتنسيق والتخطيط بين وزارات "الصناعة وقطاع الأعمال والزراعة" في هذا الملف؟

ـعتقد لا، أو على الأقل تم التنسيق ولكن ليس بالأهمية المطلوبة، فكل من الوزارات المعنية تعمل منفردة، فمثلا لم أسمع أو أشاهد تطويرًا لمصنع غزل دمياط التي تقدر سعر أرضه فقط ما يعادل 100 مليار جنيه، وإنتاج 30% فقط، وكاد أن يفلس ويغلق أبوابه بسبب الديون والخسائر، رغم أنه كان يمتلك سيارات وأتوبيسات لنقل العمال ومستشفى خاصًا بالمصنع أغلقت أبوابه وأصبح مبنى المستشفى تسكنه الغربان، وتم تكهين الأتوبيسات لعدم الصيانة، وتعطلت الماكينات نتيجة الإهمال، في الوقت الذي تتجه فيه بعض الدول لهذه الصناعة مثل الصين وباكستان وإندونيسيا..

أطالب السيد رئيس الوزراء بالاهتمام بهذه الصناعة والتنسيق والتخطيط بين وزارة قطاع الأعمال ووزارة الزراعة ووزارة التجارة والصناعة باعتبارها الثلاث وزارات المسئولة عن هذه الصناعة من أجل تنمية الإنتاج في المجالين الزراعي والصناعي... وتحيا مصر.