الأهرام
اشرف ابو الهول
بريطانيا ومأساة الروهينجا
مع تفاقم مأساة مسلمى الروهينجا فى ميانمار فإننا يجب ألا نغفل دور بريطانيا فى معاناة هذه الأقلية المسلمة ذات الأصول البنغالية حيث جلب الاستعمار البريطانى عشرات الالاف من الهنود من المناطق ذات الأغلبية المسلمة والتى استقلت فيما بعد تحت اسم بنجلاديش، ووفرت لهم الإقامة فى أجزاء من بورما البوذية (ميانمار حاليا ) للاستفادة منهم فى الأعمال الإدارية، وأهملت دمجهم مع السكان المحليين ليستمر النظر إليهم على أنهم غرباء رغم مرور مئات السنين على وصولهم إلى هذه البلاد، ومشاركتهم فى بنائها وتنميتها ومحاربة الاستعمار البريطانى نفسه وصولا إلى الاستقلال فى منتصف القرن العشرين .

ولايختلف مافعله الاستعمار البريطانى فى ميانمار مع مافعله فى سريلانكا البوذية عندما جلب عشرات الالاف من المزارعين الهندوس من ولاية تاميل نادوا الهندية لرفض المواطنين البوذيين العمل فى مزارع الشاى البريطانية وكما حدث فى ميانمار فقد أهمل الانجليز دمج الوافدين الجدد فى المجتمع السريلانكي، وسرعان ماتفجر الصراع المسلح بين الأقلية التاميلية و السكان الأصليين من البوذيين مما أسفر عن مصرع وإصابة مئات الالاف من الطرفين إلى ان توصل الطرفان لاتفاق سلام منذ سنوات قليلة .

ومن وجهة نظرى فإن بريطانيا يجب أن تسهم فى تكاليف إعادة توطين اللاجئين الروهينجا الذين وصل عددهم حتى اليوم إلى أكثر من 024 ألفا هربوا خلال أسابيع قليلة إلى بنجلاديش من بطش السلطات فى ميانمار، وقد زرع الإنجليز بذور الأزمة خدمة لمصالحهم عندما كانوا يحتلون ميانمار، كما فعلوا فى سريلانكا وحتى فى فلسطين التى جلبوا إليها المهاجرين اليهود ومنحوهم وعدا بإقامة وطن قومى لهم فى فلسطين (وعد بلفور) ليضعوا بذلك جذور الصراع العربى الإسرائيلى.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف