يحكم المجلس العسكري بورما منذ ما يقرب من نصف قرن.. المجلس العسكري اعتمد علي القومية البورمية وديانة تيرافادا البوذية لتعزيز حكمه مما خلق تمييزا عنصريا ضد الأقليات المسلمة.. واتهمت الحكومات المتعاقبة في ميانمار بأنها تثير أعمال الشغب ضد الأقليات.
منذ 5 سنوات شهدت ولاية راخين أعمال عنف لا يعرف بالضبط السبب فيها وإن كان البعض يقول ان »الراخين» قتلوا عشرة من المسلمين البورميين بعد اغتصاب وقتل امرأة راخينية.. واتهم الجيش والشرطة بأنهم لعبوا دورا أساسيا في استهداف الروهينجيا خلال الاعتقالات الجماعية والإفراط في العنف. ووصفت حكومة ميانمار الأقلية الروهينجية علي أنها عرقية من مسلمي البنغال عديمي الجنسية وجاءت من بنجلاديش ولم تدرج مع حوالي 130 عرقية تطالب بجنسية ميانمار.
الروهينجيا شعب مسلم سني تقيد الحكومة فرص التعليم لهم.. وجردوا من مواطنتهم منذ قانون الجنسية عام 1982.. فلا يسمح لهم بالسفر دون إذن رسمي ومنعوا من امتلاك الأراضي وطلب منهم التوقيع بالالتزام بأن لا يكون لهم أكثر من طفلين.. ويتعرضون لعدة أنواع من الابتزاز والضرائب التعسفية والمصادرة والإخلاء القسري وتدمير المنازل وفرض قيود مالية علي الزواج ولا يزالون يستخدمون كعمال سخرة.. وفر العديد منهم إلي البلاد المجاورة.
ففي أعقاب »عملية الملك التنين» سنة 1978 فر أكثر من 200 الف إلي بنجلاديش.. وفي بداية التسعينيات من القرن الماضي جرت موجة جديدة من الهروب لأكثر من ربع مليون روهينجي إلي بنجلاديش ايضا.. وجرت عمليات إعدام بدون محاكمة والتعذيب والاغتصاب وأجبر الجيش البورمي الروهينجيا علي العمل دون أجر في مشاريع البنية التحتية والاقتصادية وفي ظروف قاسية وحدثت العديد من انتهاكات لحقوق الإنسان.
في عام 2005 بدأت المفوضية العليا للاجئين تقديم المساعدات لإعادة توطين الروهينجيا ولكن ظهور مزاعم لانتهاكات حقوق الإنسان في مخيمات اللاجئين في بنجلاديش هددت تلك الجهود... كما فر الآلاف من روهينجيا علي مدي السنوات الماضية إلي تايلاند فهناك ما يقرب من 111 ألفا يقيمون في تسع مخيمات علي طول الحدود التايلاندية الميانمارية. وهناك اتهامات بأن تايلاند ارسلت مجموعة منهم في سفن وتركوهم في عرض البحر.. وروت المجموعة التي انقذتها السلطات الاندونيسية قصصا مروعة من إلقاء الجيش التايلاندي القبض عليهم وضربهم ثم إرسالهم إلي عرض البحر وتركهم هناك.
المشكلة في رأيي ليست في أزمة بين أقلية مسلمة وأغلبية بوذية ولكن في حق المواطنة التي أصبحت الحكومات تمتلك الصك الخاص به.. ولدي سؤال يشغلني لماذا يتم تسليح وتدريب المسلمين علي القتل والارهاب دون الديانات الأخري؟.