كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت بمثابة أجندة عمل للدولة المصرية ونقلة نوعية في رؤيتها للعالم ورؤية العالم لها وعبرت عن ان مصر دولة تحترم الاتفاقيات والمعايير الدولية. وكان للرقي والسمو في التفاصيل وأسلوب الالقاء أثر كبيرفي تقديم مصر علي أنها دولة أكثر ثباتاً واتزاناً ولديها رؤية واضحة وقادرة علي مواجهة الإرهاب وصانعيه بلا توتر وكذلك لديها علاقات دولية مع كافة الأطراف تؤهلها للاضطلاع بأدوار دولية وإقليمية في المستقبل تليق بتاريخ وعراقة الشعب المصري .
كانت الكلمة قوية بشقها الإنساني وحركت المياه الراكدة في القضية الفلسطينية عندما خرج الرئيس عن النص المكتوب ووجه نداء الي الشعب الفلسطيني للاصطفاف خلف إدارة واحدة فلسطينية وكذلك إلي الشعب الإسرائيلي أن يمد يده بالسلام. ولاشك أن توجيه الحديث إلي الإنسان الفلسطيني والإسرائيلي فيه نوع من العظمة في اختيار الكلمات أعتقد انها مست قلوب الموجودين في القاعة وملايين المشاهدين علي المحطات التليفزيونية.
وأقوي ما فيها أنه لم يوجهها للسياسين أو القادة ولكن للشعوب بالدرجة الاولي وبالتالي علي كل من هو مسئول عن الشعب الفلسطيني أن يتنازل من أجل رأب الصدع وتوحيد الكلمة. وكذلك الإسرائيلي بالدعوة إلي ضرورة التعايش السلمي طبقا للثوابت التي استقرت عليها مباديء التفاوض علي حدود 67 والقدس الشرقية عاصمة التعايش السلمي بين الشعبين وضرب الرئيس لهما نموذج بعملية السلام المصرية الإسرائيلية واستقرارها علي مدار 40 عاما وبالتالي فإن لغة الحوار والتفاهم من الممكن ان تكون موجودة.
كلمة فاصلة: العالم لن يقبل بشعبين فلسطينيين ولكنه سوف يقبل بشعب واحد وقيادة واحدة في أطر ديمقراطية ملتزمة بالقانون الدولي والمعايير الدولية تجبر قيادة إسرائيل علي التوجه بخطاب إلي شعبها يطمئنها من ثمرات السلام القادمة وأتصور أن المرحلة القادمة سوف تشهد انفراجة كبيرة في العلاقات الفلسطينية الفلسطينية لأن من كانوا يدعمون تيارات بعينها لإدامة القضية أصبحوا متهمين بدعم الإرهاب وهدم الدول المتبقية.