محمد العزاوى
مصر بين المشاركة والريادة
اجتماعات الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة شهدت مشاركة متميزة لمصر التي نجحت في استعادة ريادتها ومكانتها الدولية لتشارك بقوة في صناعة القرار الدولي.. استمع العالم لرؤية مصر في حفظ السلام العالمي التي طرحها الرئيس عبدالفتاح السيسي وكشف فيها الجهود التي تبذلها مصر لمكافحة الإرهاب وإعادة الاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط التي تعاني من أزمات ضخمة وتحديات كبيرة.
قادة العالم حرصوا خلال هذه المناسبة العالمية علي الإنصات لوجهة نظر مصر ومساهماتها في إرساء السلم العالمي حيث شاركت مصر في 37 بعثة أممية لحفظ السلام ودعم الاستقرار في الكثير من المناطق حول العالم خاصة إفريقيا والشرق الأوسط.. السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرس أشاد خلال لقائه مع الرئيس السيسي بالجهود المصرية في هذا المجال ودور مصر المحوري في الشرق الأوسط ونشاطاتها المختلفة التي خطفت الأضواء خلال عضويتها الحالية في مجلس الأمن.
الرئيس السيسي اجتمع مع عدد من رؤساء العالم علي هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة ليوضح الموقف المصري الثابت والداعم دائما لوحدة الدول التي تعاني من أزمات حالية.. صوت مصر جذب العالم واستعادت مصر موقعها الطبيعي لتكون شريكا أساسيا مع القوي الدولية في حسم مختلف القضايا والملفات الإقليمية والعالمية خاصة القضية الفلسطينية وإحياء المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين للوصول إلي حل نهائي وعادل بين الجانبين يعتمد علي إقامة دولتين.
الرئيس الأمريكي ترامب استقبل الرئيس السيسي خلال هذه الزيارة للولايات المتحدة الأمريكية ونشر البيت الأبيض بيانا كشف عن مكانة مصر والعلاقات القوية بين مصر والولايات المتحدة.. البيان تطرق لكل ما دار بين الرئيسين خلال جلسة مباحثاتهما الخاصة حيث شكر ترامب الرئيس عبدالفتاح السيسي علي جهوده في الفترة الماضية لدعم أواصر العلاقات بين البلدين في كافة المجالات حيث قال الرئيس الأمريكي "شرف كبير لي أن أستقبلك اليوم.. نعمل جيدا معا ومنذ فترة ليست بالقصيرة واكتشفنا عن كثب الدور المصري المحوري والمركزي في منطقة الشرق الأوسط خاصة أن مصر بذلت جهودا كبيرة خلال الفترة الماضية وسنعمل علي أن ندفع للأمام العلاقات الثنائية وسنعيد النظر في مسألة تعليق المساعدات لها".
مصر قامت خلال الفترة الماضية بالعمل علي مسارات مختلفة ومتعددة لحل العديد من النزاعات والمشاكل الإقليمية كالأزمة الليبية والمشكلة الفلسطينية حيث تقود في الفترة الحالية المصالحة بين معظم الأطراف الفلسطينية لتوحيد الصف الفلسطيني وإحياء مسار التشاور مع إسرائيل لوضع حل نهائي للقضية الفلسطينية.. مصر تشارك أيضا في بعثات حفظ السلام في أفريقيا وتحاول بشتي الطرق أن تساهم مع باقي الدول الأفريقية في تحقيق السلام والاستقرار وأيضا التنمية المستدامة للقارة السمراء.. بدأت مصر في استعادة دورها الريادي علي المستوي الإقليمي والدولي خاصة أنها صمام الأمان في منطقة الشرق الأوسط التي تعاني من الأزمات والتحديات الكبيرة ولن تدخر مصر جهدا في مساعدة باقي دول الجوار علي استعادة استقرارها ومحاربة الإرهاب بشكل يوفر مستقبلا أفضل لكل دول المنطقة.