انتهيت مؤخرًا من قراءة كتاب «مصر بين الانهيار والانفجار»، الذى يحوى شهادات تاريخية وسياسية على عصر حسنى مبارك، للزميل الكاتب الصحفى ممدوح دسوقى. وكما عودتنا دار نشر جزيرة الورد لصاحبها الأستاذ محمد هاشم، التى تحتضن حاليًا الكتاب والصحفيين، وتيسر لهم نشر أعمالهم الإبداعية والفكرية، تولت إصدار هذا الكتاب المهم الذى يحكى عن إرهاصات سقوط عصر الرئيس الأسبق حسنى مبارك، من خلال سلسلة حوارات مهمة مع عدد من الشخصيات المهمة والبارزة، والذين كشفوا عن إرهاصات سقوط هذا النظام، والتى تم نشرها فى صحيفة «الوفد» وبعض الصحف الأخرى.
وقد وصف أحمد بهاء الدين شعبان رئيس الحزب المصرى الاشتراكى الذى قدم لكتاب الزميل ممدوح دسوقى، الإرهاصات التى سبقت ثورة 25 يناير، بأنها فترة غاب فيها العدل والقانون وسادت خلالها شريعة الغاب، وعم الظلم الاجتماعى وتفاقمت الفروق الطبقية وانعدمت شروط المساواة والمواطنة وانهار التعليم واضمحلت الثقافة، وتواطأت الدولة مع قوى الظلام المرتدية عباءة الدين واعتاش كل منهما على حساب الآخر.
والحوارات التى تضمنها الكتاب فى غالبها الأعم، كانت تعبيرًا عن فوران هذه الحالة الكاشفة، وعكست استشعار هذه النخبة التى تحدث معها ممدوح دسوقى من المفكرين والسياسيين والتنفيذيين والمسئولين الحكوميين السابقين والمعارضين، أن مصر مؤهلة لحدث كبير، أدى فعلاً إلىِ الانفجار الذى تمثل فى ثورة 25 يناير، خاصة أن الشعب كان فى وادٍ ورأس الحكم فى وادٍ آخر، وهى حالة عبر عنها المحاورون فى هذا الكتاب المهم.
ويزيد الزميل ممدوح دسوقى فى مقدمة كتابه قائلاً: لم يكن الفساد وحده هو المسمار الوحيد الذى عجل بإسقاط مبارك ونظامه وشلته كما يعتقد الكثيرون، لكن المحسوبية والرشوة والتوريث والقبضة الأمنية والديكتاتورية التى أفرزت احتقانات واعتصامات وإضرابات نقلتها وسائل الإعلام ونشرتها الصحف، كانت عاملاً مهمًا ورئيسيًا لحدوث هذا الانفجار. لقد ردد النظام أن مصر دولة مؤسسات، فى حين أن القانون والدستور كان يضرب بهما عرض الحائط.. وخلال هذه الحقبة التى حكم فيها مبارك أصيبت البلاد بالانهيار سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا والأخطاء تتراكم.. والخلاصة فإن الكتاب رؤية كاشفة لهذه الفترة من تاريخ مصر.