نشرت الصحف منذ ايام خبراً في منتهي الخطورة لكنه وللأسف الشديد مر مثل كثير من الأخبار مرور الكرام بلا تعليق أو متابعة رغم خطورته ومعناه ومغزاه .
مشاجرة حريمي في كرداسة بالجيزة بين اسرتين جارتين .. وهو امر معتاد ويحدث بشكل شبه يومي ولأتفه الأسباب في المناطق الشعبية .. الا ان "طالبة" من احدي الأسرتين فاجأت الجميع بالصعود فوق سطوح منزلها والقاء قنبلة محلية الصنع بها كمية من المسامير والبارود والبلي امام منزل العائلة الأخري فأصابت اربعة من الجيران وثلاثة آخرين تصادف مرورهم بالمكان .
هنا .. كان لابد ان نتوقف ملياً :
* أولاً .. اعتدنا في المشاجرات الحريمي بالمناطق الشعبية الا تتجاوز "الردح" بكل مايحمل قاموس السفالة من الفاظ مع فاصل من التلطيش وشد الشعر وغير ذلك .. وبالطبع فان كل هذا حدث فعلاً .. لكن ان تلقي فتاة قنبلة علي الأسرة التي تتشاجر معها فان ذلك تحول نوعي في مثل هذه المشاجرات له دلالته ويدق كل نواقيس الخطر .
* ثانياً .. الجريمة حدثت في كرداسة .. وما أدراك ماكرداسة .. انها احد معاقل الاخوان ولم يغب عنا حتي اليوم مجزرة القسم التي راح ضحيتها المأمور ونائبه وكل افراده من الضباط والجنود قنصاً وذبحاً وتنكيلاً وحشياً يوم 14 اغسطس 2013 بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة الارهابيين .. ومعني ذلك ان هذه المنطقة مازالت تشغي بالارهابيين .
* ثالثاً .. الطالبة قالت في التحقيقات انها حصلت علي القنبلة من عمها المزارع في بني سويف .. مما يفرض عدة اسئلة تحتاج اجابات :
1 - الي أي تيار ارهابي ينتمي عمها هذا .. اخواني . سلفي . "نيلة سودا" عليهم جميعاً ؟؟.. لم يعلن حتي الآن هويته بالضبط .
2 - لماذا اعطاها عمها القنبلة اذا صحت روايتها .. هدية مثلاً .. أم تذكار .. وهل هي قنبلة واحدة أم ان بيتها مخزن للقنابل والأسلحة ..؟؟
3 - اذا اثبتت التحقيقات ان الذي اعطاها القنبلة ليس عمها .. فمن يكون وما صلتها به ..؟؟
4 - أليس تفجير الطالبة للقنبلة امام منزل جيرانها دليلاً علي انها تدربت علي استخدامها جيداً .. اذن اين تدربت ولأي تنظيم ارهابي تنتمي بالضبط خاصة انها بهذا الشكل ليست طالبة عادية بل عنصر في احد التنظيمات الارهابية .. وما حدود علاقتها بزميلاتها في الدراسة ..؟؟
5 - الا يعني هذا ان كرداسة واخواتها من المناطق الشعبية المهمشة والفقيرة لم تتطهر بعد من الارهاب ومازالت قنابل موقوتة ومرتعاً خصباً لهؤلاء الخونة ومن ثم فان الأمر يحتاج تغييراً جذرياً في طريقة التعامل الأمني والاجتماعي والثقافي مع تلك المناطق ..؟؟
* رابعاً .. المتهمة عمرها "25 سنة" ومازالت طالبة .. فهل هذا يعني انها "فاشلة" وترسب كثيراً أم انها لم تكن متفرغة للدراسة سنوات لأي سبب اجتماعي أو تنظيمي أو ما شابه ..؟؟
انها مجرد اسئلة واجتهادات .. لكن الشيء المؤكد ان التحريات الأمنية والتحقيقات القضائية سوف تكشف عاجلاً أو آجلاً عن مصائب وراء هذه الطالبة .. انها اول الخيط .
** الأهلي .. ملك افريقيا ..
ذهب الأهلي الي ملعب "رادس" متعادلاً علي ارضه بنتيجة ايجابية ثقيلة هي في صالح الترجي تتيح له 3 فرص للصعود : الفوز أو التعادل السلبي أو بهدف لكل فريق .. في حين ان الأهلي لم يكن امامه سوي الفوز بأية نتيجة أو التعادل بثلاثة اهداف لكل فريق أو بهدفين ليحتكم الي ضربات الجزاء الترجيحية .. ثلاث نتائج صعبة جداً .
انقسم الأهلوية بين يائس من عبور معركة رادس ومتفائل أملاً في تكرار المفاجأة المدوية التي فجرها من قبل وامام الترجي ذاته وفي رادس ايضاً ومن قبله امام الصفاقسي .. وقد كان .
نعم .. الأهلي هو "ملك افريقيا" وسيظل الملك مهما عاكسته أو عاندته الظروف .. انه قادر بعزم الرجال واخلاصهم وتفانيهم وروح فانلتهم الحمراء ان يتغلب علي اية معوقات طارئة .
انني اختلف مع الحكم الدولي السابق وجيه احمد الذي اشاد بحكم المباراة الكاميروني "اليوم نيانت" وقال عنه انه كان جيداً ومتميزاً خاصة في الشوط الثاني .. لا ياكابتن .. انه تحامل علي الأهلي كثيراً وكتف لاعبيه في وسط الملعب .. كان يحتسب فاولات علينا ويتغاضي عن مثيلاتها لنا .. وسعي لأن يحرز الترجي هدف التعادل بكل الوسائل ومنها احتساب اكثر من فاول غير صحيح علي حدود منطقة جزائنا .. الحكم كان سيئاً ولكننا اعتدنا هذا من غالبية حكام افريقيا .
مبروك للأهلي .. مبروك لمصر .