تحت ظل شجرة علي حافة الحقول جلس البيه الضابط يصطاد السيارات المسرعة لتحصيل الغرامات ، ينتظر فريسته في الطراوة ليقتنصها ، جميل ان نعزز منظومة المرور ونرسي التقاليد ونحافظ علي القانون، لكن اساءة استخدام السلطة شيء منفر ومستفز اذا كانت الطريقة متعجرفة وباستغفال المواطن ، طبقوا العدل وسندفع بالرضا ، لكن ان يجلس الباشا متربصا لالتقاط الغرامات وكأنها غنائم فهذه الطريقة تثير الاشمئزاز. استفزني الاصطياد الممنهج حيث يقوم اثنان من رجال المرور المحترمين - طول بعرض- بالوقوف علي الأسفلت وابلاغ الباشا بالفريسة بصوت جهوري » الي جاي ده »‬ لينزل صاحب السيارة بهدوء يدفع الغرامة ويلتفت علي يساره ليري صورا من الفوضي المرورية علي مرأي ومسمع رجال الكمين ، ولاتملك الا ان تقول سبحان الله ، تغاضي الباشا ورجاله عن كرنفال المخالفات الفجة وركز في قنص المخالفات واذا سألت عن عدم وجود اي اشارة او لوحة تحدد معالم الطريق واتجاهاته وتحديد السرعة لاتجد اجابة ، فلا توجد اي لوحات ارشادية.. صحراء بدون معالم لا تري فيها سوي جرارات زراعية ومعدات بدون لوحات وسيارات مخالفة وتوك توك تخرج منه اقبح الاغاني بضوضاء تلفت نظر الاموات ، وصبية يقودون هذه المركبات امام الباشا وكمينه ؟ لكنه انشغل بتحصيل الغرامات عن السرعة الزائدة بضعة كيلومترات. كنا نتمني ، وليس كل مايتمناه المرء يدركه ، أن ينتبه رجال مرور الشرقية لفوضي طريق الزقازيق - فاقوس - الصالحية ومهزلة طريق الحسينية - الصالحية والمهازل داخل مدينة الزقازيق ، لكنهم يعيشون خارج حدود الزمن ولا يدرون كغيرهم ماذا يحدث بالشوارع واكتفوا بالجلوس بالمكاتب وتحصيل الغرامات.. يحدث هذا علي بعد خطوات من »‬ صينية » الصالحية الجديدة قبل مدخل المدينة بأمتار ، هي صورة جميلة وخطوة محمودة لمرور الشرقية اذا خلصت النية وكانت لضبط السير علي الطريق وتحجيم الفوضي التي زادت عن الحد ، لكن طريقة التعامل تؤكد انها لجمع الغرامات وتحصيلها ، فهذه العملية تستمر يوميا من ساعتين الي ثلاث ساعات حتي ان مرتادي الطريق تعودوا علي المواعيد وعرفوا مكان الكمين وصار مصيدة للغرباء. ويبدو أن مايحدث في كمين الصالحية الجديدة هو صورة كربونية لما يحصل في اماكن عديدة في بر مصر ، كمين الصالحية الجديدة الجالس في الطراوة هو واحد من آلاف الاكمنة علي الدائري والصحراوي والطرق الزراعية وتحت ظل الاشجار في محافظات عديدة. واذا استمر الحال فلن تعود الثقة ولن يعود الانضباط، مرور الشرقية »‬نايم» في العسل مثل غيره بمحافظات المحروسة وما يحدث في شوارع القاهرة الرئيسية، صلاح سالم وجسر السويس وكوبري اكتوبر صورة صارخة لفوضي العاصمة فماذا عن الأرياف.بخلاف شارعي الثورة والتسعين ، أما مايحدث في شوارع الجيزة فلا يحتاج لتعليق.
سلوك الشارع يحتاج الي ضبط وإعادة تأهيل حتي تعود الأخلاق. ونحتاج لعودة رجال المرور للشارع لتهذيب السلوك.. حضرت الفوضي وغاب المرور.