الوفد
صبرى حافظ
روح الأهلى وأشياء أخرى.!
جاءت نتيجة مباراة الأهلى امام الترجى التونسى مغايرة على عكس توقعات الكثيرين خلال موقعة رادس بعد تغلبه على بطل تونس بعقر داره بهدفين مقابل هدف وتأهله عن جدارة لنصف نهائى دورى أبطال افريقيا.
كل المؤشرات كانت تؤكد صعوبة مباراة العودة بعد انتهاء لقاء الذهاب بالإسكندرية بالتعادل 2-2 وهى نتيجة نظريا بالورقة والقلم تؤكد اقتراب الترجى بقوة حيث يكفية التعادل السلبى أو أى تعادل أقل من هدفين فى الوقت الذى كان ضروريا على الأهلى الفوز وخارج ملعبه وامام جمهور متعصب لفريقه لدرجة الجنون والتغنى بأمجاده وعراقته على المستوى المحلى والإفريقى.
وزاد من حالة التشاؤم أن الفريق التونسى تعرض لموقف مماثل قبل خمس سنوات تقريبًا فى نهائى دورى أبطال، وتعادل الفريقان بالقاهرة وفاز الأهلى فى نفس الملعب 2-صفر..والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.!
لكن هناك عاملان أساسيان غيرا موازين القوى وهما الروح المعروف بها اللاعب المصرى، والتى تظهر وقت الشدائد ويتميز بها الأهلى كثيرًا فى المواقف الصعبة يساعده تميز لاعبيه وقدرتهم على الصمود والمواجهة مهما كانت الأمواج العاتية والحصار من كل جانب. وثانى العاملين استغلال مواطن الضعف فى المنافس خاصة تراجع اللياقة البدنية التى لم يفطن لها فوزى البنزرتى المدير الفنى للترجى فى لقاء الذهاب حيث تراجع اداء فريقه كثيرًا فى الشوط الثانى ولولا خطأ شريف اكرامى «الغريب» ما كان فى استطاعة الترجى ان يهز الشباك الحمراء بهدف ثان بعد انتهاء الشوط الأول 1-1 ويومها أضاع الأهلى أربع فرص محققة بسبب تراجع المستوى البدنى للمنافس كثيرًا.. ويقينى ان البنزرتى لم يكن يغيب عنه هذا العامل البدنى ويراه سلاحًا فى يد الأهلى ولم يكن باستطاعته رفع اللياقة البدنية فى اسبوعين أو ثلاثة حيث ان ارتفاع معدل اللياقة البدنية له مراحل تدريجية للوصول لقمتها ويغيب هذا الجانب المهم لدى كثيرين من المدربين فى حال وجود بطولة محلية ومستوى متدن للفرق فيتفوق على الفريق المحلى لأنه الافضل مهاريًا وحينما يواجه فريق أفضل تكتكيًا وفنيًا تظهر الفوارق لأن هذه الجوانب تحتاج إلى جهد مضاعف بدنيًا وذهنيًا من اللاعبين لمواجهتها فيظهر الفريق على حقيقته رغم انه ربما يكون هذا الفريق فائزًا – قبل ساعات- فى بطولته المحلية على منافس قوى بالإثنين والثلاثة.!
ولعب الجهاز الفنى دورًا مؤثرًا فى تحفيز اللاعبين الذين يتمتعون بثبات نفسى وانفعالى، وعامل الحب بين اللاعبين الذين حاولوا بشتى الطرق ان يخففوا من الضغوط على شريف اكرامى بعد خطئه الأول وكان لوجود محمود طاهر رئيس النادى دور تحفيزي رغم الصعاب الكثيرة، والتوفيق الذى يلعب دورًا كبيرًا فى الانتصار والانكسار، بدليل لو أن الحارس التونسى معز بن شريفية نجح فى ابعاد الكرة بشكل جيد فى الهدف الأول قبل أن تصل إلى على معلول ويسجل لكان هناك مسار آخر للمباراة.!
لكن التوفيق لايأتى إلا لمن يستحقه، تعطى وتبذل الجهد والروح الوثابة ثم تترك الباقى لله سبحانه وتعالى.. موقعة رادس درس يحتاج للدراسة وكيفية الاستفادة منه فى مواقف مشابهة مهما كانت التحديات.!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف