محمد نور الدين
"ثمن التسامح" .. خراب ودمار!
وحدها.. وعلي مدي سنوات.. تواجه مصر قوي الشر بتماسك شديد. وبسالة نادرة.. لم تأل جهداً في إجهاض مخططاتهم. وتحطيم أهدافهم. والإطاحة بمآربهم وأغراضهم المدمرة.. وبالتوازي قدمت من الدلائل والمستندات ما يؤكد تورط لدول وحكومات وهيئات في دعم الإرهاب.. وتمويل منفذيه وتدريبهم وتسليحهم.. بل وتوفير الملاذ وما يلزم من غطاء سياسي وخدمات لوجستية.
كم نبهت وحذرت. وأشارت بلا إفصاح إلي دول وقوي تؤوي الإرهاب بجميع عناصره.. ودعت العالم أجمع لتحمل مسئولياته.. ومناهضة تلك القوي الباغية.. وأعلنتها صريحة.. أن الإرهاب سيطول الجميع بلا استثناء.. ويلحق الضرر والأذي بالإنسانية جمعاء!!
اكتفي النظام العالمي ببيانات الإدانة وتصريحات الشجب.. واستمر علي عهده.. يكيل بمكيالين.. ويتناول الأوضاع بالمعايير المزدوجة.. ويدعو علي "استحياء" لمواجهة التنظيمات الإرهابية العسكرية.. في الوقت الذي يسمح بتقديم الدعم لها وتوفير الملاذ الآمن لأعضائها.. حتي صدقت رؤية مصر.. وطالت الأيادي القذرة.. دولاً عديدة.. وفي مقدمتها.. أمريكا. وفرنسا. وبريطانيا.. وأخيراً.. أسبانيا!!.. وهو ما دفع النظام العالمي إلي إحداث تغيير طفيف في مواقفه!!
حتي الأمم المتحدة.. بتاريخها ومكانتها.. لم تجرؤ علي اتخاذ موقف حاسم من الدول الداعمة للإرهاب.. بل وجهت لها الدعوة لحضور المحافل والمشاركة في النقاشات والمنتديات.. وعجزت عن إصدار قرار واحد يعرف طريق التنفيذ. والتطبيق.
ظلت مصر علي عهدها.. تحارب الإرهاب نيابة عن العالم.. وفي نفس الوقت تمضي في معركة البناء والتنمية.. إلي أن أعلنها "الرباعي العربي" بكل وضوح.. ووجه الاتهام المباشر إلي قطر وإيران.. وقدم ما يثبت دعمهما بالأموال والسلاح لقوي الشر.. مؤكداً تدخلهم السافر في شئون الدول الداخلية.. لكن المجتمع الدولي بقي علي قصوره وتخاذله.. يدين ويشجب فقط.. بينما يتسامح مع الداعمين والساعين لتنفيذ أجندة دول كبري لنشر الإرهاب وزعزعة الاستقرار.. وإثارة الفوضي والفتنة.
أمام الأمم المتحدة.. واصلت مصر نضالها وكفاحها.. وبمصداقية مطلقة. وحقائق دامغة.. واجهت العالم وبينت له أنه لا استقرار عالمياً.. ولا أمان وسلام.. إلا بمواجهة دولية شاملة ضد الإرهاب.. واستئصال جذوره وأسبابه.. وقطع رءوس مخططيه. وبتر أيادي منفذيه.. ومعاقبة كل من يدعمه ويؤوي عناصره.
إن المجتمع الدولي الآن.. بات علي المحك.. إما أن يستيقظ وينهض. ويصحو ضميره.. ويعمل بسرعة علي تنفيذ رؤية مصر الواضحة والحاسمة.. ويشارك في مواجهة جادة للإرهاب.. وإما أن تتحكم في مواقفه لغة المال.. وسياسة الكيل بمكيالين.. ويجاهد ببيانات الشجب والإدانة.. وعندئذي.. لن يسدد فاتورة الخراب والدمار.. سوي الأبرياء والمسالمين في كافة بقاع الأرض.. وقبلهم بالطبع "المتسامحون" مع "محور الشر"!!