أعلم أن بعض رجال الأعمال حاولوا العمل بالسياسة خلال السنوات الماضية ونتيجة لعدم الخبرة انتهت تجربتهم فلم يصعد لهم نجم ولم يستمروا لأخطاء ارتكبوها فأصبحوا غير مؤثرين فى الفضاء السياسى العام .. وأعلم من طبيعة شخصية بعضهم عدم المواءمة مع رغبات الدولة فى التعاون فى عملية إعادة البناء والتنمية فى مصر وكلهم إن لم يكن معظمهم فضلوا الربح السريع من خلال قطاع الخدمات والعقارات والقليل منهم من شاركوا فى مشروعات إنتاجية طويلة الأجل. أحدهم استفاد من الدولة المصرية.. حصل على امتيازات ضخمة بالعمل فى قطاع الخدمات حقق المليارات من الأرباح وانتشرت استثماراته فى كل العالم.. هو حاليا يركز على كيف يصنع «صورة ذهنية» عن رجل الأعمال المثقف.. يساعد الأنشطة الثقافية ويؤسس لمؤسسة لدعم الأدب والثقافة والموسيقى، يجمع حوله المثقفين، ثم يطلق مهرجانا للسينما أنفق عليه بسخاء فبدت الدولة بجواره وكأنها لا تدعم مهرجانها الدولى الوحيد بما فيه الكفاية ويتقزم مهرجان القاهرة السينمائى الدولى وينفق بسخاء على دعوات الفنانين والفنانات وفى النهاية يبقى الهدف هو التخديم على المصالح الخاصة بالترويج لمشروعاتنا فى الأسواق الدولية. الرسالة المباشرة التى يريد أن يرسلها هؤلاء: أن هناك قصورا فى إطلاق المشروعات الثقافية، أما نحن فمن خلال مصاريف نثرية لا تذكر سوف نسعى لتجنيد الجماعة الثقافية المصرية للدفاع عن مصالحنا الخاصة، وهذا لعب فى قلب السياسة وخروج بالموضوع عن الهدف الأساسى وهو مشاركة القطاع الخاص فى إطلاق مشروعات إنتاجية تهدف للتصدير لتوفير فرص للعمالة والقضاء على البطالة وحل مشكلات الميزان التجارى وزيادة احتياطى النقد الأجنبى لدى البنك المركزى.