خالد امام
سيناريوهات وترتيبات .. مابعد الانفصال
يوم الثلاثاء الماضي قلت ان الاستفتاء علي استقلال كردستان والمحدد له الاثنين 25 سبتمبر ليس له سوي معني واحد.. ان المؤامرة الصهيونية "سايكس بيكو- 2" لتفتيت الوطن العربي بدأت فعلاً وان العراق هو البداية وان ماخفي سيكون اعظم ..!!
نعم.. هناك ترتيبات جديدة للمنطقة لو تمت ستغير خريطة الوطن العربي وعلينا ألا ندفن رءوسنا في الرمال وان نواجه مايحدث بيد واحدة .. فالكل مستهدف .
امس.. اجري اقليم كردستان استفتاءه غير الشرعي علي الاستقلال والانفصال عن العراق وسط رفض عربي واقليمي ودولي واسع النطاق . ووسط تأييد ودعم من دولة واحدة- حتي الآن- هي اسرائيل المستفيدة من هذا الانفصال والمخططة له باعتباره احد بنود مؤامرتها الكبري ووسط تهديدات عراقية وتركية وايرانية بالتدخل العسكري .
وحتي يعلم من لا يعلم . ويدرك من لا يريد الادراك . ويتبصر من يتعامي عن الحقائق.. تعالوا نرد بوضوح علي السؤال المفصلي : لماذا هذا الاستفتاء الآن .. ولماذا كردستان بالذات..؟؟
ان فكرة "سايكس بيكو - 2" نشأت عقب انتصارنا في حرب اكتوبر 1973 وقد فجرها هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق اليهودي الديانة الصهيوني الهوي واللحم والعظام الذي أرسي عقيدة اصبحت دستوراً هي ألا تحارب اسرائيل العرب ثانية حرباً مباشرة وألا تسمح لهم بالاتحاد ثانية وان يحارب العرب بعضهم البعض مع السعي لتفكيك الدول العربية الي كانتونات صغيرة متصارعة علي اساس ديني ومذهبي وعرقي.
من هنا.. كانت المرحلة الأولي من المؤامرة في صورة "ثورات الربيع العبري" بتونس وليبيا ومصر وسوريا واليمن.. ومحاولات اسقاط دول الخليج في نزاعات مذهبية.. وزرع تنظيم داعش في الشام والعراق وهما ارضية خصبة ومهيأة اصلاً للتقسيم المذهبي والعرقي.. وكانت قطر هي رأس الحربة في كل هذا بما يتسم به حكامها من خيانة ووضاعة وضآلة وكل الأمراض النفسية.. وكلنا عايش ومازال كافة الأحداث في هذه الدول من ارهاب واسع النطاق.
بعد طرد داعش من العراق .. بدأت المرحلة الثانية من المؤامرة .. تقسيم ارض الرافدين لأنها اكثر المناطق الصالحة للتقسيم باللعب علي الوتر العرقي حيث تساند اسرائيل كردستان التي تطالب منذ عقود بالاستقلال بايعاز صهيوني غربي حتي يصبح هذا الاقليم "حوالي 5 ملايين كردي تقريباً معظمهم من السنة" دولة مستقلة كأول مسمار في نعش "العراق الموحد" .
من المؤكد ان نتيجة هذا الاستفتاء غير الشرعي ستكون "نعم" وباكتساح للانفصال والاستقلال.. ومن ثم ستكون هناك عدة سيناريوهات وترتيبات اخري تغير الخريطة العربية:
* الأول.. حرب ثلاثية "عراقية تركية ايرانية" ضد كردستان.. وقد بدأت انقرة وطهران فعلاً في ضرب شمال كردستان منذ امس الأول حتي لا تكون نموذجاً قابلاً للتطبيق بتركيا وايران .
* الثاني.. ان تدخل اسرائيل علي خط المواجهة بشكل مباشر أو غير مباشر لأنها لن ترضي بافشال المرحلة الثانية من مؤامرتها بعد ان أفشلت مصر مرحلتها الأولي في 30 يونيه.
* الثالث.. ان تضغط امريكا علي مجلس الأمن لوقف القتال وابقاء الحال علي ماهو عليه بحجة ضبط النفس واللجوء للحوار .
* الرابع .. ان يتم دفع الأكراد في ايران "حوالي 6 ملايين" وفي تركيا "حوالي 15 مليوناً" وفي سوريا "حوالي 3 ملايين" الي اعلان انفصال مناطقهم عن بلدانهم لتوسيع رقعة الانفصال ومن ثم يتحقق تلقائياً احد اهداف المؤامرة في بلد عربي آخر هو سوريا.
* الخامس.. زيادة في التشتت وارباك المشهد العالمي كله.. فقد يعلن جنوب العراق "الشيعي" انفصاله ايضاً فتتفرق ارض الرافدين بين "القبائل" ويصبح التقسيم الثلاثي "الصوري" الحالي واقعاً علي الأرض.. شمال اكثر غني تابع لاسرائيل . وجنوب غني تابع لايران ووسط سني فقير جداً هو ماتبقي من العراق.
كل ماسبق هو رؤية منتظرة للعراق بعد الاستفتاء الكردستاني.. ومن المؤكد ان اسرائيل ومن خلفها امريكا ودول اوروبية كبري لن تتوقف عند هذا الحد لأن الخريطة تشمل كل الدول العربية بلا استثناء .. ومن ثم فان لعبتهم المستقبلية القذرة هي اثارة النعرات العرقية والمذهبية في شتي البلدان للمطالبة بالانفصال .. هذا ليس تخميناً وعلينا ان نحتاط جيداً ولا ندفن رءوسنا في الرمال لأن كل هذا موجود فعلاً ضمن بنود المؤامرة الصهيونية الكبري وخطه البياني يصعد ويهبط وفق الظروف انتظاراً للوقت المناسب.
حفظ الله مصر وبلادنا العربية من شر الصهاينة ومن عته بعض ابناء جلدتنا.