جلاء جاب اللة
. وبدأ المخطط الصهيوني للتقسيم!
استفتاء اقليم كردستان في العراق هو ضربة البداية للمخطط الصهيوني لتقسيم الوطن العربي.. ونحن لا نملك حلا بفضل الربيع العربي والخلافات العربية والارهاب.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
منذ مائة عام كان مخطط سايكس بيكو تحديدا عام 1916 لتقسيم الهلال الخصيب وبدء الاعلان عن اسرائيل الحلم الصهيوني حيث كان وعد بلفور في العام التالي مباشرة ..1917 والآن ومع العام الأول في القرن الجديد أي في عام 2017 تبدأ الخطة الصهيونية لتقسيم العرب من خلال هذا الاستفتاء الذي تدعمه اسرائيل وتسكت عنه أمريكا.. برغم الرفض العربي والاقليمي والعالمي لتقسيم العراق.
المخطط واضح ومعروف وقرأة العالم كله علي ألسنة قادة الفكر الصهيوني والأمريكي ومع ذلك لم يتحرك أحد لوقف هذه الجريمة في حق العروبة والعراق وأياً كانت نتيجة الاستفتاء المرفوض دستورياً في العراق.. فإن الوضع سيظل غامضا حتي يتم التقسيم اذا لم يتحد العرب من جديد لمواجهة المخطط الذي لا يستهدف العراق وحده بل سيمتد بسرعة إلي سوريا ولبنان ليكون الهلال الخصيب حول دولة الصهاينة مقسما متفرقا وفي عداء شديد مع بعضه البعض ثم تبدأ الخطوة الثانية سواء في الخليج أو في مصر وليبيا.
أعلم وأثق أن الله سبحانه وتعالي يحمي مصر ومنذ عهد الفراعنة وحتي الاحتلال الانجليزي لمصر فشلت كل محاولات تقسيم مصر وظلت أبية قوية متحدة لانها في حماية الله.. ولأن الله سبحانه وتعالي وهبها كل مقومات الوحدة الطبيعية الأصيلة من تراب ونسيج وطني وشعب قادر بتاريخه وفكره علي استيعاب كل وافد.
القضية اذن تبدأ من العراق وتحديدا في كردستان وبرغم ان ايران وتركيا يرفضان بل ويواجهان الاستفتاء لمصالح ذاتية خاصة بهما إلا أن المخطط الصهيوني مستمر في التنفيذ.. فالأكراد كشعب له حق التعبير عن نفسه ولكن ليس من حقه هدم وتقسيم العراق.. وكلنا يعلم أن الغزو الامريكي للعراق كان البداية للتقسيم عندما تم تسريح الجيش الوطني العراقي بقرار من الحاكم الامريكي المحتل.. وهنا بدأت النزاعات الطائفية ومحاولات التقسيم حتي كان الاستفتاء الأول الذي انتهي بحصول كردستان علي حكم ذاتي تحت علم العراق الموحد لكن الصهيونية العالمية التي تخطط لتقسيم المنطقة وايجاد شرق أوسط جديد لصالح اسرائيل لم يعجبها.. وتأخر القرار لبعض الوقت بسبب الصراع السني الشيعي الذي تم اشعاله في العراق ثم سوريا.. ثم الحرب الارهابية التي قادها داعش هناك.. وما إن تم اعلان تحرر اقليم كردستان من ارهاب داعش إلا وتم الاعلان علي الاستفتاء الرامي إلي انفصال كردستان تماما.. لتكون الشرارة الأولي لتقسيم المنطقة وايجاد الشرق الأوسط الجديد.
الحلم الصهيوني لتقسيم منطقتنا العربية لم يكن وليد هذه الأيام.. بل بدأ منذ سنوات طويلة ثم كانت البداية- كما قلت- عام 1916 بمعاهدة سايكس بيكو ثم وعد بلفور ثم حرب فلسطين 1948 والتي انتهت بزرع دولة اسرائيل.. وبعد انطلاق دعوة عبدالناصر للقومية العربية والتي تألقت وتأججت بعد النصر علي العدوان الثلاثي عام ..1956 كان الخوف من تحقيق حلم عبدالناصر في الوحدة العربية فكان "مبدأ ايزنهاور" الذي اعلنته أمريكا عام 1957 بحجة كارثية الشيوعية وفي الحقيقة أنه كان يهدف لخلق صراع عربي/ عربي لافشال الوحدة العربية المنشودة ونجحت في ذلك خاصة بعد حرب اليمن ثم نكسة 1967 وما تبعها في الأردن وأطلقنا عليه اسم "ايلول الاسود" وكذلك احتلال الجولان السورية التي لم تعد حتي الآن.
بعد حرب 1973 والانتصار الذي أعاد للعروبة كرامتها كان لابد أن يبدأ تخطيط صهيوني جديد.. وبالفعل كانت خطة الشرق الأوسط الجديد.. ومخطط تقسيم المنطقة إلي دويلات لصالح الصهيونية وهو ما يعرف بمخطط "برنارد" أو وثيقة برنارد التي أقرها الكونجرس عام 1983 وتهدف هذه الوثيقة إلي اشعال الصراعات الطائفية والعرقية في المنطقة بين شعوب كل دولة بحيث يتم تقسيم الدول إلي أربع دويلات أو ثلاث حسب التقسيم العرقي أو الديني.. وكانت البداية في العراق حيث يتم تقسيم الدول إلي اربع دويلات وأولها الدولة الكردية التي ستكون شوكة في قلب تركيا وايران وسوريا وليس العراق وحده ذلك لان الاكراد يتوزعون بين هذه الدول الأربع واسرائيل باعتبارها أول دولة عنصرية تعلن عنصريتها الدينية بشكل فج تسعي أيضا إلي هدفين الأول هو خلق دويلات طائفية عنصرية في المنطقة.. والهدف الثاني هو تحقيق حلمها من النيل إلي الفرات ولا يمكن أن يتم ذلك حسب الرؤية الصهيونية- إلا بعد تقسيم مصر إلي أربع دويلات والعراق إلي أربع أخري.. لذلك شاهدنا التأييد الاسرائيلي لاستفتاء كردستان بل ان بعض الانباء اكدت أن يهوداً من أصل عراقي عادوا إلي الموصل بالفعل للمشاركة في الاستفتاء والعودة إلي أرضهم الاصلية أملاً في تحقيق الحلم الصهيوني من النيل إلي الفرات وبرغم ان الحلم الصهيوني في مصر لن يتحقق باذن الله.. وستظل مصر أبية عصية علي كل مستعمر طامع في أرضها إلا أن الهدف الصهيوني هو تقسيمها إلي أربع دويلات الاولي في سيناء وشرق الدلتا تكون تابعة لاسرائيل بشكل ما استعداداً لضمها علي اعتبار أنها ضمن أرض الميعاد حيث ولد موسي عليه السلام وحيث توجد عيون موسي والمناطق المقدسة لدي اليهود والدويلات الأخري أحدها للمسلمين وعاصمتها القاهرة والثانية للمسيحيين وعاصمتها الإسكندرية والأخيرة للنوبة وعاصمتها أسوان بعد ضم اجزاء من السودان لهذه الدويلة المزعومة والتي لن تتحقق أبدا بإذن الله.
المؤكد أن برنارد لويس لم يتحدث عن تقسيم مصر تحديدا.. لكنه تحدث عن تقسيم السودان وليبيا من حولنا.. وأشار إلي ضم سيناء إلي غزة وكلها مجرد روايات لم تحدد بشكل رسمي ماذا يريدون من مصر.. ذلك لان مصر بالفعل لغز تاريخي وجغرافي وبشري وهي صمام الامان للمنطقة.. ولكن ذلك لا يعني ان مصر خارج دائرة المخطط الصهيوني بل الحقيقة انها قلب المخطط الذي يريد اضعاف العرب والمسلمين لصالح الصهيونية.
واذا كانت الفتنة الطائفية بعد غزو العراق أحدي وسائل تكسير واسقاط الدولة العراقية ثم دخول داعش بشكل سافر كان الورقة الأخيرة.. فإن استفتاء كردستان كان هو الاعلان الرسمي عن بداية تنفيذ المخطط.
وفي مصر كان دعم الاخوان للوصول إلي الحكم هو البداية -وفي وجودهم- دخل عدد كبير من التكفيريين وأسلحتهم سواء عبر انفاق غزة أو البحر أو في ليبيا استغالاً لحالة ما بعد 25 يناير 2011 وبعد 30 يونيه كان الدعم الصهيوني للاخوان وللارهاب والذي كان واضحا من الدعم القطري سواء بالمال أو السلاح أو علاج المصابين أو الدعم الاعلامي عبر الجزيرة أو غير ذلك من كل أنواع الدعم للإرهاب هو الوسيلة التي يحاول من خلالها الصهاينة ايقاف مسيرة مصر الجديدة نحو المستقبل.
وكلما خطت مصر خطوات جادة وحقيقية نحو الهدف المنشود وتجاه المستقبل الذي تنشده "مصر السيسي".
آفة العرب النسيان.. هذه حقيقة فهل سننسي كل هذه الحقائق مع استفتاء كردستان حتي نفاجأ بأزمة أخري؟
علينا أن نعي- نحن العرب- أن الهدف هو خدمة اسرائيل التي شهدت مظاهرات تأييد لاستفتاء كردستان والتي يهمها في المقام الأول نجاح خطة التقسيم سواء في العراق أو سوريا بالذات أما ليبيا والسودان فالهدف منهما هو ضرب مصر واشغالها لأن مصر ان شاء الله وبعون الله ودعمه سبحانه وتعالي أقوي.. ولعل جيش مصر قد قدم اكثر من دليل قوي علي ذلك.. لكن المهم الآن وماذا بعد؟
هل استعدت الدوائر ومراكز الدراسات العربية للاجابة علي هذا السؤال؟ هل جهزت الجامعة العربية رؤية أو خطة للمواجهة؟ هل لدينا نحن العرب قراءة جادة أو سيناريوهات مستقبلية بديلة جاهزة للرد؟
الله أعلم!!
همس الروح
الحب: سكن ومودة ورحمة!
عطاء الحب صادق.. وعطاء الصداقة حب
أيها الحب.. كم من الجرائم ترتكب باسمك
ما الحب إلا للحبيب الأول