الجمهورية
عبد القادر شهيب
مصر ومعركة ليبيا
بلا أي تردد أقول إن مصر كسبت معركة ليبيا. وذلك بعد أن فرضت نفسها علي كل الأطراف المتداخلة في الملف الليبي. سواء عربية مثل قطر التي كانت تدعم التنظيمات الإرهابية فيها. أو الأطراف الإقليمية مثل تركيا التي نافست قطر في دعم إخوان ليبيا ومنظمات إرهابية مرتبطة بالإخوان. أو الأطراف الدولية مثل إيطاليا وفرنسا وأمريكا. فضلاً عن روسيا. وكلها أطراف لها مصالح في ليبيا. وكل هذه الأطراف ومعها بقية دول الجيران الليبي العربية. تونس والجزائر. تدرك الآن أنه لا يمكن تجاوز الدور المصري في ليبيا. ولا يمكن الوصول إلي حل للمشكلة الليبية بدون مصر أو من وراء ظهرها وبدون مراعاة وجهة نظرها ورأيها. ولعل ذلك كان السبب الأساسي لقرار الحكومة الإيطالية اعادة سفيرها إلي مصر بعد سحبه لأكثر من عام. فهي تحتاج أن تكون علي تواصل مكثف وقوي مع مصر بخصوص الوضع الليبي.
وقد فرضت مصر نفسها علي كل هذه الأطراف في الملف الليبي لأنها انتهجت سياسة سليمة تجاه ليبيا. سياسة تقوم علي مصلحة الأشقاء في ليبيا. مصلحتهم في الحفاظ علي كيان الدولة الوطنية الليبية. والحفاظ علي وحدة أراضيها. وعدم تمكين أي أطراف أو قوي خارجية من التدخل في شئون ليبيا لفرض وصايتها عليها وأيضاً عدم السماح بتواجد أي تنظيمات إرهابية في أراضيها. سعت إلي استوطانها بعد أن تعرضت للملاحقة في سوريا والعراق. وتطبيقا لهذه السياسة السليمة دعمت مصر الشرعية الليبية الممثلة في البرلمان المنتخب. والجيش الليبي الذي خاض ومازال يخوض حربا قوية ضد التنظيمات الإرهابية. ودفاعا عن كيان الدولة الليبية وحدة أراضيها. في ظل حظر غربي وأمريكي مفروض علي تسليحه. فضلاً عن التمسك بالتسوية السياسية للمشكلة الليبية وحل الخلافات بين كل الفرقاء في ليبيا. والذي يترجمه اتفاق الصخيرات. بعد إجراء التعديلات اللازمة والضرورية عليه والتي تم التوافق بين السراج وحفتر علي القيام بها.
وأثمرت هذه السياسة المصرية بمرور الوقت ومع التمسك الحازم بها عن تطهير مساحات واسعة ومتزايدة من الأراضي الليبية من الجماعات والتنظيمات الإرهابية. وفرض سيطرة الجيش الوطني الليبي عليها. وأيضاً عن قبول متزايد لدي بعض الأطراف الدولية لوجهة نظر مصر بخصوص حل المشكلة الليبية. وبحث بعضها رفع الحظر علي تسليح الجيش الليبي. فضلاً عن قبول أطراف ليبية إجراء التعديلات الضرورية علي اتفاق الصخيرات. في مقدمتها السراج وأعضاء في مجلسه الرئاسي.
وقد تحقق ذلك بإصرار مصر علي السياسة التي انتهجتها تجاه ليبيا بحزم. وترجمت ذلك عملياً عندما قامت بتنظيم ضربات جوية لمعسكرات بعض التنظيمات الإرهابية مرتين. وعندما وقفت مساندة بقوة الجيش الوطني الليبي. ولذلك استقبلت كل الأطراف المتداخلة في الملف الليبي بجدية تحذير الرئيس السيسي أمام أعضاء الجمعية العامة بخصوص ليبيا. والذي قال فيه بوضوح إن مصر لن تسمح بالنيل من كيان الدولة الوطنية الليبية. فهذا أمن قومي لمصر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف