في كل مرة أضطر للانقطاع عن الكتابة بسبب أو لآخر.. أجدني عندما أعود كالطفل الذي يحبو ليتعرف علي عالم جديد.. أو كالطالب المقبل علي امتحان صعب لم يستعد له جيداً.. فتتشتت منه الافكار.. وتتعدد الموضوعات في رأسه.. وتهرب الكلمات.. ويتلعثم القلم بين اصابعه.. ولا أدري ساعتها ماذا سأكتب للقراء.. ولكن الأمر محسوم والمقال جاهز هذه المرة رغم إنها الأطول في البعاد وامتدت لأكثر من شهر.. حيث كان الامتناع عن الكتابة باختياري فأنا ذاهب لتلبية دعوة من الله سبحانه وتعالي لزيارة بيته العتيق ولا يجب ان ينشغل المرء بشيء آخر عن أداء مناسك خامس فرض من الفروض التي بىني عليها الاسلام حتي لو كان الكتابة التي يعشقها.
منذ أن ترتدي ملابس الاحرام التي تشبه الكفن.. تترك كل شيء.. تنسي الحياة.. لا يشغلك سوي التلبية.. وهمك الوحيد أن يعينك الله علي حىسن أداء الفريضة.. وان يلهمك بدعاء يتقبله منك.. لتعود كيوم ولدتك أمك.. وقد تخلصت من ذنوبك ومعاصيك وخطاياك ولو كانت كمياه البحار ونجوم السماء ورمال الصحراء وتراب الأرض.
تعيش في أزمان بعيدة.. كل مكان تذهب إليه له قصة تسترجعها.. ما حدث من آلاف السنين يمر أمامك كشريط الفيديو.. فهناك ترك "خليل الله" إبراهيم عليه الصلاة والسلام زوجته هاجر مع رضيعها وسط صحراء قاحلة تحيط بها جبال صخرية صماء.. بلا زاد ولا ظل.. ومع ذلك تؤمن بأنه اذا كان ذلك أمر السماء "فإن الله لن يضيعنا".. تسعي ألام بين الصفا والمروة تصعد وتهبط بحثاً عن شربه ماء لوليدها الذي اشرف علي الهلاك تحت الشمس المحرقة ولا يتوقف عن البكاء.. لم تجد من ينجدها إلا رحمة خالقها الذي شق الأرض ليفجر "بئر زمزم" تحت قدمي الطفل ليتعلم الجميع انه عندما تغلق جميع الأبواب فان باب الرحمن مفتوح.. ولو تخلي عنك الناس فلن يضيعك من توكلت عليه.. وصار الطفل نبياً وأصبح "أبوالعرب" ومن نسله جاء أشرف الخلق وآخر رسل الله.. وعندما كان مع صاحبه في "غار ثور" وحدهما ولو نظر أحد المشركين تحت قدميه لرآهما.. ولكن حفيد اسماعيل قال لابو بكر "لا تحزن ان الله معنا" فكيف يضيعهما رب السماوات والأرض وخروجهما له ولدينه ولنشر دعوته".
عندما يقع نظرك علي الكعبة لأول مرة.. تشعر بالمهابة والجلال.. وبالعشق من أول نظرة.. تحس بالضآلة أمامها.. ويهفو قلبك إليها.. تنساب منك الدموع.. فلا تعرف وأنت تطوف حولها ماذا تقول.. فقد تسربت كل الادعية وضاع ما حفظته من أوردة.. تريد أن تحمد الله وتثني عليه.. ان تستغفره وتتوب إليه.. تسبحه وتكبره وتوحد من لا شريك له.. تصلي علي النبي العدنان وترجو شفاعته وتسأل له الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية من الجنة.. تتذكر من حملك أمانة الدعاء وهم كىثر.. تتمني أن تنسي عيوبك وذنوبك ولكنك تجدها تتداعي عليك.. تهرب من الدنيا فتجدك تطلب شيئاً من زينتها لك ولأسرتك ولمحبيك.. فهل تكفي 7 أشواط حول بيت الله الحرام لتفعل كل ذلك مع الزحام الشديد الذي يبعدك عن الخشوع؟
عندما تمر أمام مقام إبراهيم وخلف حجر اسماعيل تعود بك الذكريات إلي هذا الشيخ الذي أمره مولاه ان يقتل ابنه الذي جاء له علي كبر وأصبح سنده في الحياة.. ولكن النبي الأواه المنيب يمتثل للامر.. والعجيب ان الغلام يعينه علي ذلك ويقول له "يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين" فأي ايمان وتسليم للخالق كان عليه إبراهيم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام.. لذلك جعلهما الله يرفعان قواعد بيته وتحولت الصلاة خلف المقام إلي سىنة بعد الطواف اما المحظوظ فمن يصلي داخل حجر اسماعيل لانه من اصل الكعبة.. ومن يكون سعيداً يوفقه الله ان يقبل "الحجر الأسود" أو يلمسه بيديه فهو من الجنة وقبله المصطفي صلي الله عليه وسلم وقال عنه الفاروق أعلم إنك حجر ولولا إني رأيت الرسول يقبلك ما فعلت.. فهذا هو الايمان لله والتسليم بما جاء به الرىسل والانبياء وكلهم جاءوا بالإسلام.
وتطوف وتسعي معتمراً أو قارنا أو مفرداً بأي أشكال الحج تختار.. المهم انك تذهب إلي عرفات الله.. فالحج عرفة.. تلك البقعة الطاهرة التي يكون يومها خير ما طلعت فيه الشمس.. حينما يجتمع ملايين البشر لا يريدون شيئاً سوي الرحمة والمغفرة.. ويشهد الخالق ملائكته إنه سبحانه قد غفر لهؤلاء العباد الذين جاءوا شعثاً وغبراً من كل فج عميق.
وتتوه مع أمواج البشر عند الغروب لتبدأ النفرة إلي المزدلفة ومنها إلي مني التي تصلها يوم العيد وتقضي بها أيام التشريق فترجم الشيطان الذي لم يفلح في ان يغوي ابراهيم ولا هاجر ولا إسماعيل فهل تجعله ينتصر عليك بعد ذلك؟.. ارجمه واخرجه من نفسك واستعذ بالله من همزات شياطين الإسن والجن واستمر 3 أيام في رجمه ولا تنس طواف الافاضية وبذلك تستحق ان تكون حاجا أديت الفرض وتستعد لزيارة حبيبك في مدينته المنورة به وبأصحابه الذين حملوا علي أكتافهم عبء نشر دعوة الله وإعلاء كلمة الاسلام علي أرضه.
وأنت في الطريق إلي يثرب تمر بغار حراء مهبط أول الوحي وفيه نزل جبريل بأول القرآن "اقرأ".. ثم غار ثور فتتذكر الهجرة وأحداثها تمر بالاتوبيس المكيف تقطع المسافة في ساعات بينما كان الرسول والصديق يسيران وسط الصحراء والجبال أياماً يلاحقهما الكفار حتي "طلع البدر" علي أهل المدينة وعلا شأنها من هذا اليوم وتحولت في عهد الخلفاء الراشدين إلي عاصمة العالم.
تسلم علي نبي الرحمة وعلي صاحبيه أبو بكر وعمر.. واذا اسعدك الله بركعتين في الروضة فهما بالدنيا وما فيها فهي جنة الله علي الأرض وداخلها تشعر بأنك تطير في السماء محلقا مع الملائكة نفسك صافية تحس براحة وهدوء وكأن روحك تسحب منك ولا علاقة لك بالأرض وبمن فيها ولا تفكر في مشاغل الدنيا وهمومها ومتاعها الزائل.. يا رب اكتبها لكل حاج وكل مسلم في جنة الدنيا والآخرة.
لأنها رحلة بعمرك.. تطلب فيها ان يغفر لك الله ما مضي وذلك يصلح لك ما بقي من العمر فعليك ان تعود شخصاً آخر.. ولا تكتف بلقب "الحاج" عىد انسانا جديداً.. اكثر قربا من الله.. اكثر حبا للناس أكثر اخلاصا في عملك.. أكثر حنانا علي أهلك أسرتك وزوجتك وأخوتك وأولادك أكثر براً بوالديك.. أكثر وفاء بعهدك وأكثر دفاعا عن بلدك.. حاول الا تكذب أو تنافق وتجنب الكبائر لانك لن تستطيع ألا تخطئ فأنت انسان والصغائر يغفرها الله باذنه اذا داومت علي الاستغفار والتوبة.
كلمة "الحاج" ليست وجاهة اجتماعية ولكنها مسئولية استعن بالله وكن علي قدرها!!
ثق ان الله تقبل منك حجك وغفر لك فمن العلماء من يقولون أن أكبر ذنب ترتكبه بعد عودتك من الحج ان تظن ان الله لم يغفر لك.. فهو الرحمن الرحيم ولكن لا تركن لذلك وكن كخليفة رسول الله سيدنا أبو بكر الصديق الذي قال: لو ان إحدي قدمي في الجنة ما أمنت مكر الله.
تغيير الفكر.. ضرورة!!
** انتهي موسم الحج.. وعاد ضيوف الرحمن إلي بلادهم.. وبدأ عام هجري جديد.. وقبل أن تتوه أحداث معاناة الحجاج في الزحام.. لابد من دراسة كافة الملابسات للاستفادة منها في الاعوام القادمة.. وتلافي أوجه القصور والسلبيات الموجودة لدي جميع الاطراف سواء جهات التنظيم المصرية ونعني بها وزارة الداخلية "حجاج القرعة" ووزارة التضامن "الجمعيات" ووزارة السياحة أو السلطات في السعودية أو الحجاج أنفسهم.. فكل منهم عليه مسئولية ولديه قصور عليه ان يعالجه.. ولكن قبل ان نتطرق إلي ذلك.. فهنا حقائق وثوابت لابد من ايضاحها لكي يكون النقد موضوعياً ولا يتحول الامر إلي مجرد هجوم بلا طائل.
أولاً: اغلب ما يحدث من معاناة وقصور ينبع من نظرة كل طرف إلي الحج والتي يجب أن تتغير تماماً.. فلا يوجد من ينظر إلي قدسية هذه الرحلة فالوزارات المسئولة في مصر تتعامل مع عملية التنظيم روتينياً كانها وظيفة تؤديها.. وليس رسالة وشرفا لأي دولة أن تساعد مواطنيها علي أداء الفريضة وترعاهم من البداية إلي عودتهم وتوفر لهم كل وسائل الراحة وكفاهم المشقة المادية والبدنية والنفسية التي يلاقونها.. اما السلطات السعودية فرغم كل جهودها إلا انها تحتاج لمراقبة المطوفين وإلي مرونة من العاملين الموجودين في أماكن المناسك.. والحجاج أنفسهم لابد أن يعلموا أنهم ذاهبون في رحلة العمر وأنها شاقة وتحتاج لجهد وصبر وليسوا ذاهبين في سياحة ولا نزهة ولا للتسوق وشراء الهدايا.. فتغيير الفكر وتحديد الهدف مهم جداً لكل طرف.
ثانيا: قام المسئولون عن كل بعثة حج سواء من الداخلية أو التضامن أو السياحة بجهد خارق فوق العادة وتحملوا ما لم يتحمله بشر وصل أحيانا لحد التطاول.. وكان أغلب جهدهم يضيع في تلقي الشكاوي والاجابة عن الاستفسارات والاجراءات الروتينية وما حدث من سلبيات تحدث عنها الكثير من الحجاج لا يعود لتقصير منهم.. ولكنه ناتج عن الفكر والمنهج الذي يجب ان يتغير وينبع مما كانت تفعله الدولة المصرية منذ مئات السنين من اعتبار رحلة الحج إلي الحجاز والأراضي المقدسة شرفاً وعيداً يتم الاعداد له مبكراً ويخرج الحجيج في زفه مع "المحمل" ويقيمون في "التكية" القريبة من الحرمين الشريفين محاطون بكل رعاية مع توفير الأكل والشرب والحماية ومن يعينهم علي أداء المناسك من شيوخ الأزهر الشريف.
ثالثا: تقوم السعودية بجهد كبير في الاعداد لموسم الحج وتوفر كافة التجهيزات "اللوجيستية" من طرق وتنظيم وتوسعات.. وللامانة ودون رياء أو تزلف فان ما يبذل في الخدمات والتيسيرات وفي استقبال أكثر من 2.5 مليون حاج من خارج المملكة في مدة قصيرة لا يمكن ان تقوم به ربما 10 أو 20 دولة مجتمعة إذا اسند لها التنظيم وذلك عند يطالبون بتدويل الحج أو لا يعرفون حجم ما ينفق من ميزانيات.. ولا ينقص من ذلك وجود بعض الملاحظات التي سنتحدث عنها.. فلا يوجد ما هو كامل في أي جهد بشري خاصة انه تم زيادة اعداد الحجاج هذا الموسم بعد انتهاء اعمال التوسعة التي تمت خلال العامين الماضيين.
** أهم ما يشغل أي حاج خاصة الذين يسافرون من القري والبسطاء هو كيفية اداء المناسك التي اتضح ان غالبيتهم لا يعرفون عنها شيئاً ويظلون يسألون عن الحلال والحرام أو عن البيات في مني ورمي الجمرات أو عن الاحرام بل وأحيانا تجدهم لا يدرون كم شوطا يطوفون حول الكعبة.. وهو ما يستدعي توفير الاعداد الجيد لهم قبل السفر.. بل ومنذ إعلان القرعة سواء في الداخلية أو التضامن أو السياحة حيث يمكن تدبير دورات تثيقيفية خلال شهري رمضان وشوال وشرح المناسك وتهيئة الحاج ليسافر وهو يعلم ما سيفعله.. كما يجب اعداد برامج رياضية تساعدهم بدنيا الطواف والسعي لان معظمهم يصاب بشد عضلي في أول يومين وتتفكك مفاصله ولا يمكن من استكمال المناسك.. فالاعداد والتثقيف بدنيا وشرعيا مهم للغاية.. ومعرفة خطوات اداء المناسك وأماكن الشعائر.. ضرورة.
منذ أخذ الجوازات من الحجاج بعد ظهور القرعة تبدأ العاناة فلا أماكن مناسبة في أقسام الشرطة ولا في الجمعيات لاستقبالهم.. ويظلون يستفسرون عن مواعيد السفر دون رد أو تحديد ثم يفاجأ بعضهم بان سفره تقرر في نفس اليوم أو فجر الغد وهي أشياء بسيطة لكنها تربك الحجاج.. مثلها مثل ضرورة توفير مرشد من الأزهر والأوقاف لكل مجموعة لان العدد قليل جداً.
كل ذلك كوم وتوفير اماكن قريبة من الحرمين ومني وعرفات "كوم آخر" يستوي في ذلك حجاج الداخلية والجمعيات وأغلب السياحة إلا بالطبع أصحاب الاسعار الخيالية.. مع أنه قبل 30 عاماً كانت الاقامة قريبة جداً.. ولا ندري لماذا لا تشتري الدولة المصرية مقار قريبة كما كانت "التكية" التي بنيت منذ 200 عاما وظلت كذلك حتي عام 1983 عندما هدمت ربما للتوسعة ولا ندري ايضا هي أخذت والحكومة ثمنها أو لماذا لم تحصل علي أرض بديلة تقيم عليها فنادق أو تشتريها وتصبح ملكاً لها حتي لو كان ذلك يتكلف كثيرا الآن فسوف تستعيده في سنوات قليلة بدلاً مما يتم دفعة ويزداد سنوياً في فنادق بعيدة أو علي الأقل يتم التعاقد مبكراً لانك تشعر بان الاعداد والاتفاقات تتم لحظة بلحظة.. مثلما حدث هذا العام واضطر القائمون لاستئجار أتوبيسات لنقل الحجاج.
¼¼ مطلوب من السلطات السعودية أن تنظم حملات تفتيشية علي المطوفين خاصة في مني وعرفات لرؤية المخيمات فمن غير المقبول علي الاطلاق حشر الحجيج وان تلتصق المراتب ولا توجد فجوة بينها مما يزيد من احتمال انتشار الأمراض والاوبئة مع أهمية ترك أماكن لتجمع سكان كل خيمة داخلها بدلاً من جلوسهم في الطرقات بشكل غير لائق.. مع ضرورة تشديد الرقابة علي سائقي الاجرة والعربات التي تستغل الحجاج الذين يريدون الذهاب لأداء طواف الافاضة يوم العيد.. ومرونة في التفويج من عرفات إلي المزدلفة حتي لا يضيع علي الحجاج واجبات أو تفوتهم بعض الأركان التي لا يجبرها إلا الدم عند اتباع المذاهب المختلفة.. الأهم من ذلك ان مواقف الاتوبيسات عند الحرم تحتاج إلي مكان أوسع مع ازالة الحواجز والاسوار التي يغلقون أبوابها فيتكدس الناس في مشهد غير مريح مع وضع مظلات تحمي من الشمس والتعامل بحكمة داخل حرم الكعبة لكي لاي ضيع الخشوع.. وللامانة فان النظام عند رمي الجمرات اصبح ممتازاً ويسير في اتجاه واحد ولا يسمح بالتزام.. ولكن الامر ربما يحتاج عند العودة لفتح مخازج ولو كل 500 متر ليذهب كل حاج إلي مخيمة بدلاً من السير 3 كم في عز الشمس ليصل إلي آخر كوبري ثم يعود نفس المسافة وجميعها اشياء تنظيمية بسيطة يمكن دراستها والعمل بها أو ايجاد بدائل تساهم في التيسير علي ضيوف الرحمن.
مجلس أعلي للحج
** أصبح تغيير فكر التعامل مع موسم الحج من الجميع ضرورة.. ويسهل من ذلك تشكيل مجلس أعلي دائم للحج في مصر علي اعتبار انه مسئولية الدولة والحكومة وليس فقط وزارات الداخلية والتضامن والسياحة.
التي يجب ان تكون ممثلة في هذا المجلس إلي جانب الأزهر والأوقاف وهناك "مصر للطيران" وتلك قصة وحدها حيث ان الشركة تعتمد علي المصريين من خلال 3 مواسم الحج والعمرة وعودة المغتربين بالخليج.. ومع ذلك فان اسوأ معاملة تكون لهم!!
علي الدولة بعد ان تؤسس المجلس الاعلي للحج ان تقوم بجهد اكبر واشراف كامل.. ولا مانع ان تدعم الحجاج بجزء من الرسوم التي اصبحت فوق طاقة الكثيرين سواء قرعة الداخلية أو حجاج الجمعيات وأغلبهم من كبار السن والعجائز ولون من ارباح اموال المعاشات.. بل ان عدداً من حجاج هذا العام كان ينتظر ان تعيد له الدولة جزءاً بعد العذاب والمعاناة وابتعاد أماكن الاقامة مع ان المسئولين صرحوا ان حج القرعة هذا العام "5 نجوم" وصدقوهم: كما ان غالبيتهم كانوا يدخرون 30 الف جنيه علي اساس حج العامين الماضيين ثم فوجئوا بعد تعويم الجنيه بان قرعة الداخلية بـ 65 ألف جينه في ذنبهم.. وبالمناسبة يمكن للكثيرين من أهل الخير التبرع للبسطاء من خلال صندوق بقيمة المجلس الأعلي المقترح والذي علي الأقل يكون جهة معلومة تنسق طوال العام مع المعنيين في مصر وفي المملكة العربية السعودية.. ويمكن للحاج ان يشكو إليها لانهم لم يروا رئيس بعثة الحج ولو مرة واحدة بل وبعضهم تحدي أن يقوم رئيس الوزراء أو وزراء الاسكان والداخلية والتضامن والسياحة ان يذهبوا لاداء فريضة الحج ضمن بعثات القرىعة أو الجمعيات أو حتي السياحة العادية وليست ذات الارقام الفلكية!!
انتهي موسم الحج.. وعاد الجميع.. يارب تقبل منهم.. فكل شيء يهون وكل معاناة تزول مع غفرنك ورحمتك لعبيدك.. ويارب يأخذ الجميع عبرة للسنوات القادمة فيخففوا علي ضيوفك المعاناة والمشقة التي ستظل ملازمة لرحلة الحج!!