جلال دويدار
خواطر - هل يتحرك المجتمع الدولي لمنع حرب «استفتاء كردستان»؟
كما سبق وتوقعت في مقال »خواطر» نُشر يوم 4 سبتمبر الجاري تحت عنوان »نحن علي أبواب حرب عرقية جديدة بالعراق»، فإن تطورات الأمور وفي ظل نتائج الاستفتاء الذي أجري يوم الاثنين الماضي في إقليم كردستان العراق.. تتجه إلي هذا المنحي. نشوب هذه الحرب بين أطياف الشعب العراقي وأكراد البرزاني دعاة الانفصال توقعها نور المالكي رئيس وزراء العراق السابق ونائب رئيسها الحالي. قال: إن هذا الصراع الجديد الذي تخوضه العراق سوف يحمل شعار الدفاع عن وحدة الأراضي العراقية ضد استفتاء الانفصال الذي ينتهك نصوص الدستور.
الأخطر من كل هذا أن حرب هذا الاستفتاء الذي كان يلقي معارضة دولية شاملة لن يقتصر علي تدخل الجيش الوطني العراقي حفاظا علي وحدة الأراضي العراقية.. هناك إجماع علي مشاركة كل من إيران وتركيا في هذه الحرب بحكم معارضتهما لمشروع قيام هذه الدولة الكردية التي يدعو إليها »البرزاني». يأتي هذا التدخل الإيراني التركي في إطار الخشية من امتداد هذا الخطر إلي مناطق الأقليات الكردية في كلا البلدين. كما هو معروف تاريخيا فقد سبق أن أقدم أكراد إيران علي إقامة دولة مستقلة لهم في غرب إيران عام 1946 ولكن لم تعمر وتم القضاء عليها.
ليس خافيا أن واشنطن التي تزعم معارضتها استفتاء كردستان حاليا.. هي التي كانت وراء تشجيع برزاني علي اتخاذ هذه الخطوة خلال وبعد فترة احتلالها للعراق. تمثل ذلك في دعم توجهات الأكراد نحو الانفصال بتشجيع من ربيبتها إسرائيل التي كانت وراء إقدام الرئيس بوش الابن علي غزو العراق عام 2003 حيث انتهي بتدمير مقوماته وتهيئة الأجواء للتقسيم.. كان من بين أسلحتها لتفعيل هذا المخطط الذي شمل كل الدول العربية إثارة الصراعات العرقية الذي شمل ظهور »داعش» الذي يعد ومازال صنيعة للتآمر الأمريكي الصهيوني علي العرب.
ليس من سبيل للخروج من هذه الأزمة الجديدة التي سوف تمتد أخطارها إلي كل منطقة الشرق الأوسط سوي دفع جميع الأطراف إلي مائدة الحوار. لابد أن يكون هدف الجميع التوصل إلي صيغة تحفظ للعراق وحدته وتحقق للأكراد حقوقهم المشروعة التي يطالبون بها. في نفس الوقت فإن هذه الصيغة لابد أن تشمل إعادة روح الأخوة والوئام بين كل أطياف الشعب العراقي خاصة الشيعة والسنة علي أساس توافر العدالة والتوازن في كل حقوق المواطنة.
علي جميع الأطراف أن يضعوا نصب أعينهم ما يعاني منه العراق نتيجة الانهاك الذي تسببت فيه الحروب والصراعات. هذا الأمر يشمل الأكراد الذين عاشوا سنوات وسنوات يواصلون صراعاتهم وحروبهم في كل المناطق التي تواجدوا فيها. حان الوقت لأن يفهموا ويدركوا أنه لابديل عن التعايش السلمي في النسيج الوطني بالدول المتواجدين بها والتي جاءوا إليها نازحين من مناطق آسيوية.. هل يمكن للعالم إذا كان جاداً في إقرار السلام العالمي بذل الجهود الهادفة لوقف هذا الاندفاع نحو حرب جديدة في العراق وفي كل منطقة الشرق الأدني.