الجمهورية
ليلى حسنى
نظرية كل شيء
أقرب من يؤمن بوجود الله هم العلماء خاصة الباحثين في علم الطبيعة المعروف بالفيزياء. لأنهم يبحثون في الكون والظواهر الطبيعية الجارية فيه وما في الفضاء من كواكب وأجرام سماوية نشطة أو ما لم يعد فيها حياة فتلتهمها الثقوب السوداء التي تعمل بمثابة مكنسة ليظل الفضاء نظيفا.
والعالم البريطاني ستيفن هوكينج المولود في مدينة أكسفورد 1942 أحد أذكي الفيزيائيين في العالم نموذج لهؤلاء العلماء. ومع كل النظريات العلمية التي اكتشفها في نشأة الكون وتمدده وكون الثقوب السوداء غير ظلامية بل مصادر للإشعاع. واهتمامه بالزمن وتأليفه كتاباً عنه. إلا أنه منذ طفولته لم يهتد إلي وجود الله وعاش ملحدا لا يعترف بالخالق والبعث في يوم القيامة والحياة الأبدية في الجنة أو النار. وهو يعتبر أن الموت ما هو إلا إنتهاء لمحتويات المخ كالكمبيوتر عندما يصاب بعطل أو كسر لا يمكن إصلاحه. مع أنه نموذج حي لقدرة الله تعالي علي إستمرار حياة الإنسان حتي نهاية أجله المسمي. لأنه بعد أن بلغ سن الحادية والعشرين وكان في قمة الحيوية وحماس الشباب أصيب بمرض نادر هو "التصلب الضموري العضلي" الذي يجعل المريض قعيدا نتيجة الشلل الكامل لتصلب وضمور جميع عضلات الجسم مما يجعله يحتاج إلي مساعدة دائمة حتي في تناوله الطعام. وإذا أصاب رئتيه لا يستطيع التنفس فيموت. وقد أصيب ستيفن بالفعل بكل هذه الأعراض وحتي تنقذ زوجته "جين" حياته من الموت اضطرت إلي الموافقة علي إجراء جراحة له فقد معها أيضا صوته فأصبح أبكم. فاستخدم جهازاً بديلاً يمكنه من كتابة ما يريد قوله بأصبع واحد علي اللوح الألكتروني الملصق بمقعده الكهربائي المتحرك. ليترجم الجهاز هذه الكلمات إلي صوت بديل لصوته فيتمكن من التواصل مع زوجته وأبنائه الثلاث وممرضته "إيلين" التي تزوجها بعد طلاقه من "جين" بعد ثلاثين عاما كانت هي ملهمته والحافز له للحصول علي الدكتوراه. وكان الأطباء في لندن قد حددوا له عامين فقط ليبقي علي قيد الحياة. ولكن إرادة الله جعلت عمره يمتد لأكثر من ثلاثة وسبعين عاما حتي تنبه السينمائيون البريطانيون إلي ضرورة تقديم قصة حياته في فيلم بعنوان "نظرية كل شيء". يتناول عبقريته العلمية في الرياضيات ومؤلفاته واكتشافاته وأبحاثه التي جعلته يتفوق علي إنشتاين صاحب نظرية النسبية وكونه أهم الفيزيائيين الآن في علم الطبيعة النظرية بعد العالم الإيطالي جاليليو جاليلي. بالرغم من إعاقته الكاملة نتيجة لمرضه العضال الذي لا شفاء منه.
كما يروي الفيلم الجانب الرومانسي في قصة حبه لزوجته "جين" وزواجهما بعد تحديد الأطباء عامين لإستمرار حياته وإنجابهما لثلاثة أبناء. وقد إعتمد المؤلف أنتوني مكارتني في السيناريو علي كتاب الزوجة الدكتورة جين وايلد هوكينج الذي كتبته بعنوان "السفر إلي اللانهاية: حياتي مع ستيفن". وبدأه بالتحاق ستيفن بجامعة أكسفورد وانتقاله إلي جامعة كمبريدج لدراسة الرياضيات وتفوقه علي زملائه في حل أصعب المسائل الحسابية ثم إصابته بالمرض بعد سقوطه في فناء الكلية في عام 1963. وأخرجه جيمس مارش كما شارك كاتب السيناريو في الإنتاج مع المنتجين تيم بيفمان إيريك فيلز وليزا بروس وأسندت البطولة للممثل البريطاني الشاب إيدي ريدماين 35 سنة ليجسد بعبقرية وموهبة فذة شخصية العالم ستيفن. وفي دور "جين" الممثلة فيليستي جونز. و"إيلين" الممثلة ماكسين بيك. مع مجموعة من الفنانين في أدوار مساعدة كوالدة جاين ووالدها للممثلة إميلي واتسون والممثل جاي أوليفرواتس. ودوري والدة ووالد ستيفن كل من الممثلة إبجيل كورتندين والممثل سايمون ماكبرني. وقام بدور "جوناثان جونز" مدرب الموسيقي بالكنيسة زوج جين الثاني الممثل تشارلي كوكس.. وللحديث بقية إن كان في العمر بقية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف