الجمهورية
فريد إبراهيم
أزمة الخطاب الديني
صمت أولئك الذين يتباكون علي الخطاب الديني من نوعية الهجوم علي الحجاب والمطالبين بالغاء منهج الميراث والسماح بزواج المسلمة بغير المسلم تحت دعاوي التطوير بل أولئك الذين يطالبون بتعديل النص القرآني لأنه لم يعد صالحاً لعصرنا.
أقول صمتوا صمتاً مطبقا تجاه ما حدث من حفلات للمثليين في مصر وكأن ما حدث يضرب اطار الأديان في خروج فاضح عليه.
اذن فالقضية ليست قضية تطوير الخطاب الديني بقدر ما هي حرب للدين وكراهية له وكراهية كل ما يذكرهم به سواء أكانوا ينطلقون في ذلك من دواخلهم أو انهم ينطلقون من تمويل خارجي يريد أن يكسر كل قواعد الأديان وكل ثوابتها ويتعامل مع الكون بعيدا عن الله.
لو كان هؤلاء ينطلقون من تصور لتطوير الخطاب الديني حقيقة حتي لو كان هذا التصور خاطئا لرفضوا ما حدث من الشواذ الذين رفعوا أعلامهم وأرادوا ان يفرضوا علي مشاعر الناسر شكلا من الانحراف مهما كانت درجة إيذائهم للمشاعر الإنسانية.. لكنهم صمتوا وكأن الأمر لا يعنيهم.
الغريب ان قصة قوم سيدنا لوط الذين انحرفوا بالطبيعة الإنسانية وشذوا في سلوكياتهم الجنسية حتي أصبح اشتهاؤهم للذكور هو الغالب بل كانوا يفعلون ذلك علانية تناولتها الأديان السماوية المعروفة وجاءت في سياق واحد رافض لهذا السلوك ومع ذلك نجد أولئك الذين يريدون لنا أن نسقط هذه السقطة التي انتهت بهم إلي التدمير الكامل بعد ان نجي الله سيدنا لوط والمؤمنين به يقول تعالي: "ولوظا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ماسبقكم بها من أحد من العالمين لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون وما كان جواب قوامه إلا أن قالوا اخرجوا آل لوط من قريتكم أنهم اناس يتطهرون فانجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغايرين وامطرنا عليهم مطرا فانظر كيف كان عاقبة المجرمين".
إذن التاريخ الصادق يذكر لنا أن انتشار هذا السلوك الجنسي الشاذ نهايته الهلاك ومع ذلك نجد الذين ينباكون علي الحصاد الديني المتشدد "من وجهة نظرهم في الأزهر" ويطالبون باعادة غربلة المناهج ليس هذا فقط وانما فصل الكليات العملية وجعلها بعيدة عن الأزهر بل يريدون الغاء العمل بنصوص صريحة وواضحة لا تحتمل التأويل نجدهم يصمتون صمت القبور فهل المسألة هي صراع مع الدين أي انهم يسيرون في خط هؤلاء الشواذ ولكن بمنهج مختلف..؟ أي انهم يقعون في الشذوذ ولكن في مجال آخر..؟
بقي ان نقول ان من يقرأ ملفات لجنة المرأة بالأمم المتحدة يجدها تسعي جاهدة للإقرار لهؤلاء الشواذ بما يفعلون وتعتبرهم من الاقليات المظلومة التي يجب الدفاع عنها ومنحها الحرية المطلوبة كأن الروهنجا الذين يقتلون بالآلاف وتتم ابادتهم وطردهم من بلادهم وحرمانهم من جنسيتهم ليسوا اقليات مظلومة ومضطهدة يجب ان نقف معها مثلما يقف الأمريكان مع حاملة طائراتهم في فلسطين ويسعي العالم العربي إلي تقسيم العراق بكل قوة.
اذن فالقضية ليست إلا حرب علي الاسلام فهل نتصرف علي هذا النحو.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف