الأهرام
ابراهيم حجازى
الايام السبعة التى تلت هذا اليوم
>> فى مثل هذا اليوم 29 سبتمبر من 44 سنة.. وقبل وبعد هذا اليوم بعدة أيام.. انتهت مرحلة الإعداد النهائى لحرب أكتوبر.. التى بدأت بانتهاء حرب الاستنزاف فى 8 أغسطس 1969 واستمرت 38 شهرًا.. وباكتمالها بات جيش مصر جاهزًا لتحرير أرضه المُحْتَلَّة من ست سنوات.. بعد هزيمة لم يكن يستحقها.. لإقحامه فى حرب لم يكن مخططًا لها وغير مستعد لخوضها!.

حرب أكتوبر ليست فقط معركة جيش.. إنما هى أسطورة شعب.. لم يستسلم لهزيمة يونيو ولم يسمح لليأس بالاقتراب منه!. شعب عظيم.. جبل راسخ فى ظهر جيشه!. شعب فى وقت الشدة.. أسطورة عطاء وثقة!. مصدر لا ينضب.. للولاء والانتماء والعزيمة والحب والعطاء!. شعب عبقرى.. قدم مليونًا و300 ألف من أبنائه إلى جيشه.. لاسترداد أرضه وصون عِرْضه!. شعب تنازل عن كل شىء وأى شىء.. لأجل تسليح جيشه!.

الشعب العظيم.. نتاجه لابد أن يكون عظيمًا.. وجيش مصر هو أبناء شعب مصر!. جيش لا يعرف المستحيل.. لأنه من صُلْبِ شعب هو المستحيل على من يُعَادِيْه!.

فعلاً المستحيل لا وجود له فى دفتر أحوال الجيش!.

تحويل معنويات الهزيمة.. إلى معنويات انتصار.. مستحيل حققه الجيش!.

الموجود من سلاح وعتاد وذخائر.. خارج أى صلاحية.. والاستعواض والتحديث.. مستحيل التفكير فيه وليس تنفيذه.. هذا المستحيل حققه الجيش!. المانع المائى فى نظر كل المدارس العسكرية بالعالم.. مستحيل لأن خسائره رهيبة.. هذا المستحيل قهره جيش مصر!. خط بارليف.. أقوى خط دفاعى عرفته حرب فى العالم.. هذا المستحيل سقط تحت أقدام المقاتل المصرى.. وأقوى خط دفاع.. استسلم واستولينا عليه فى أيام!. أصعب مستحيل.. جيش مصر جعله أسهل انتصار!. فارق الطيران.. مستحيل جيش مصر قهره!. مدرعات الجيش الذى لا يقهر.. مستحيل حرقها جيش مصر و8 أكتوبر 1973 شاهد.. وعساف ياجورى.. قائد الدبابات الأسير يشهد.. وكيسنجر وزير خارجية أمريكا وقتها واليهودى الديانة.. أكبر شاهد!.

كل فخر واعتزاز وشموخ تحقق فى أكتوبر.. هو نتاج لحظات ودقائق وساعات وأيام وشهور فى ستة أعوام من استعداد.. هى صعبة صعبة صعبة.. لأن المطلوب تحقيقه.. مستحيل!.

المستحيل.. وهم يسيطر على عقول الضعفاء مسلوبى الإرادة!. المستحيل.. أكذوبة اخترعها الفَشَلَة!. المستحيل.. سلاح تيئيس يصدِّره العدو لنا!.

هذا المستحيل.. جيش مصر تصدى له بعد أيام قليلة من هزيمة يونيو فى معركة رأس العش.. التى عرفنا منها أننا أحياء لم نمت.. وأن أسطورة الجيش الذى لا يقهر أكذوبة.. وعرف العدو يقينًا بعد رأس العش أن المصريين لحمهم مُرّ!. معركة رأس العش دارت بين فصيلة من قوات الصاعقة.. وطابور مدرع للعدو.. ترى بدايته والعين لا ترى نهايته!. مدرعات ومصفحات ومدفعية وصواريخ وناقلات جنود.. طابور بلا نهاية له.. واثق من أنه سيحتل بورفؤاد!. معركة استمرت أكثر من سبع ساعات.. لم تستطع خلالها مدرعات ومصفحات العدو.. أن تخترق نقطة رأس العش التى يدافع عنها 30 مقاتلاً من الصاعقة.. بسلاحهم الفردى والرشاش و2 RPG!. شجاعة وفداء للـ30 مقاتلاً.. أوقفت الطابور المدرع الذى انسحب فى نهاية الأمر، حتى لا يتم القضاء على ما تبقى منه!. العبرة ليست فى السلاح والعتاد.. العبرة فى العقيدة القتالية.. وهنا لا وجه لمقارنة!. مقاتل على استعداد للاستشهاد فى سبيل وطنه.. وعدو.. ليست له عقيدة.. لأنه يعيش فى وطن ليس وطنه!.

معركة رأس العش.. أول خطوة على طريق عودة الوعى!. معركة رأس العش.. هدية من الله لنا.. أزاحت همومًا ثقيلة من على صدورنا.. وأتاحت مناخ ثقة للقيادة.. انعكست على قراراتها!. التى بدأت بضبط النفس وعدم الاستعداد لأى مواجهة.. ثم مرحلة الرد بحذر.. وفى التوقيت المناسب لنا بدأت حرب الاستنزاف فى 8 مارس 1969.. وفى التوقيت المحدد إنهاء مرحلة وبداية أخرى.. انتهت حرب الاستنزاف التى استمرت 500 يوم فى 8 أغسطس 1970.. ليبدأ الإعداد النهائى للحرب وامتد 38 شهرًا.

الحقيقة.. أنه إذا كان 6 أكتوبر يوم ساعة الصفر للحرب.. فإن ساعة الصفر هذه.. مكونات اكتمالها بدأت فى شهر سبتمبر.. وتحديدًا فى مثل هذا اليوم 29 سبتمبر 1973 وفيه وبعده حدث الآتى:

1ــ اجتماع مجلس الأمن القومى يوم 30 سبتمبر:

اجتماع ضرورى لتنسيق الإجراءات على مستوى الدولة.. برئاسة الرئيس السادات. الرئيس طلب من الأعضاء إبداء رأيهم فى الأوضاع القائمة وقتها.. النقاشات والآراء استمرت طويلاً.. والرئيس السادات يستمع.. البعض طالب بالحرب والبعض تردد!. وزير التموين قال: المواد الغذائية الموجودة لا تكفى معركة طويلة.. بعد أن تكلم الجميع.. تحدث وزير الدفاع.. وقام بشرح تصوره للمعركة... وأكد عدة اعتقادات وأجاب عن بعض ما أثير من تساؤلات وملاحظات.. وأوضح أن المعركة المُنْتَظَرَة.. سنخوضها فى حدود إمكاناتنا.. وأن الوقت ليس فى مصلحتنا.. ماديًا ومعنويًا.. ولذلك لا يجب تأخير توقيت هذه الحرب.. وأكد أن المفاجأة تعتبر عاملاً مهمًا.. حتى لا يأخذ العدو المبادرة ويبدأ بالهجوم!.

2ــ الاثنين 1 أكتوبر 5 رمضان. العد التنازلى:

فى هذا اليوم تم رفع درجة الاستعداد إلى الحالة القصوى.. تحت ستار بدء المشروع التدريبى الاستراتيجى وتمت إجراءات التعبئة!. العدو لم يتعامل مع الأمر بجدية!. لماذا؟ لأنه سبق وأعلنت مصر عن عدة مشروعات تدريبية استراتيجية.. وفى كل مرة يرفع العدو درجة الاستعداد ويقوم بالتعبئة.. ويتكلف أموالاً هائلة.. وبعدها يتضح أنه مشروع تدريبى وليس قرارًا لحرب!. مصر نجحت فى أن تجعل العدو يدخل المصيدة.. وهو مقتنع تمامًا أنها ليست مصيدة.. حتى إن كانت فإنه لا باب لها ينغلق عليه!.

إجراءات التعبئة تمت بنجاح!. مراكز القيادة على جميع المستويات تعمل!. مرحلة جديدة لحشد القوات بدأت!.

الأوامر مشددة للقوات الموجودة على الجبهة بمزاولة حياتها الطبيعية!. الشركات المدنية التى تعمل فى إنشاء مصاطب الدبابات وتعلية الساتر الرملى الدفاعى.. تواصل أعمالها المعتادة بدون تغيير!. هذا الإجراء لطمأنة نُقط ملاحظة العدو.. على أننا نواصل العمل لبناء الساتر الدفاعى.. «يعنى» لا تفكير فى هجوم!.

فى نفس اليوم مساءً.. اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة. الرئيس يستمع إلى تقارير من القادة ومدى استعدادهم لتنفيذ المهمة. الرئيس قال لهم: على كل واحد أن يؤدى واجبه. أنا أتحمل وراءكم المسئولية كاملة.. تاريخيًا ومعنويًا وماديًا.. وأقولها بصراحة أنا أثق فيكم ثقة كاملة.. وعلى هذا الأساس تصرفوا بكل ثقة وإيمان وحرية.

3ــ الثلاثاء 2 أكتوبر 6 رمضان:

فى مصر: غواصات ومدمرات.. غادرت قواعدها فى البحر الأبيض والبحر الأحمر.. لتنفيذ مهمة قطع خطوط المواصلات إلى إسرائيل.. وحصار الموانى الرئيسية.. والقيام بعملية التفتيش فى باب المندب.

الغواصات والمدمرات.. تحركت تحت ستار إجراء عَمْرات بدول صديقة فى جنوب شرق آسيا.

قائد كل قطعة بحرية تسلم مظروفًا مغلفًا.. كُتِبَ عليه من الخارج: يفتح الساعة ... يوم ... على أن تنفذ بدقة كل التعليمات الموجودة بالمظروف!. توقيتات فتح قادة الوحدات البحرية للمظاريف هى نفس توقيت إعلام القادة على الجبهة بساعة الصفر!.

فى إسرائيل.. الكل مشغول بما يحدث فى النمسا!. أنظار العالم كله تجاه النمسا!. الفدائيون الفلسطينيون نفذوا عملية جبارة.. لفتوا أنظار العالم كله لقضيتهم العادلة.. دون أن يُريقوا نقطة دماء!. خطفوا قطارًا يحمل يهودًا مهاجرين من أوروبا.. إلى مركز تجميع فى النمسا!. يستقدمون يهود العالم ليعيشوا ويستوطنوا أرض فلسطين.. فى الوقت الذى فيه الفلسطينيون لاجئون فى بقاع الأرض!. المهم أن السلطات النمساوية.. رضخت لمطالب الفدائيين وأعلنت إغلاق مركز تجميع اليهود فى النمسا!. الأهم أن إسرائيل لا تريد انتصارًا للفلسطينيين أمام العالم.. لذلك جولدا مائير سافرت إلى النمسا.. لإقناع المستشار كرايسكى بعدم الرضوخ للفدائيين!

هنا يظهر الحدث الأهم!. الرئيس السادات يرسل السيد إسماعيل فهمى وزير الخارجية المصرى إلى النمسا.. برسالة لمستشارها.. يعرب فيها عن تقديره له فى معالجة الأزمة بحكمة لتنتهى بدون ضحايا!. ويوضح له أن إحلال السلام فى الشرق الأوسط.. يوقف مثل هذه العمليات.. وطلب منه إبلاغ جولدا مائير أن مصر تتطلع لإقرار السلام فى الشرق الأوسط!

ما حدث فى النمسا.. شغل العدو عنا لمدة يومين.. ورسالة السلام التى أرسلها السادات.. أطفأت نار الشك التى ستشتعل فى الساعات المقبلة!

4 ــ الأربعاء 3 أكتوبر 7 رمضان:

فى مصر: المشروع التدريبى الاستراتيجى «الوهمى» مستمر.. وباسمه آخر استعدادات الحرب بدأت اليوم!. بدأت أهم مرحلة فى حشد القوات.. وهى دخول الكبارى ومعدات العبور والأسلحة الثقيلة للجبهة! أخطر مرحلة.. لأن احتمالات اكتشاف العدو لها كبيرة جدًا.. ومنطقية جدًا.. لأننا نتكلم عن معدات كبارى ضخمة جدًا واكتشافها سهل جدًا.. بالأقمار الصناعية أو حتى الملاحظة الفردية!.

فى إسرائيل: المعلومات تتراكم نحو استعدادات مصرية وسورية على الجبهتين.. مدير المخابرات أطلع وزير الدفاع ورئيس الأركان على تقديره للموقف!. عقد فى نفس اليوم مجلس حرب برئاسة مائير بعد عودتها من النمسا!. جهاز المخابرات رصد ظاهرتين. الأولى: تشكيل طوارئ فى سوريا.. بوجود 5 فرق + 5 ألوية مشاة + 2 لواء مدرع. الثانية فى مصر.. التى تدور فيها مناورة عسكرية.. وهناك معلومات مثيرة للقلق باستعداد مصر للهجوم.

تناقش مجلس الحرب كثيرًا.. واستبعدوا قيام أى حرب.. وموشى ديان قال: إذا عبر المصريون القناة وتقدموا فى سيناء لأى مسافة.. فإننا بضربة واحدة.. سنجعلهم فى موقف أصعب مما هم فيه حيث تحميهم قناة السويس!.

5 ــ الخميس 4 أكتوبر 8 رمضان:

فى مصر: الأمور تسير كما هو مخطط لها تمامًا حتى الآن!. توقيت الساعة (س) وصل قائد الجيش وقادة التشكيلات!. الكل ينفذ ما يصدر له من تعليمات بمنتهى الدقة ومنتهى السِرِّيَّة!. الكل عينه على شرق القناة.. ورصد كل تحرك للعدو.. خشية أن يكونوا قد اكتشفوا حشد القوات المصرية للجبهة.. الذى معناه أن المصريين على بعد أمتار من الحرب!.

فى إسرائيل: الشك زاد عندهم.. مما جعل رئيس الموساد يسافر للخارج لمقابلة مصدر موثوق به.. لديه معلومات غاية فى الأهمية!. طائرة استطلاع رصدت وجود حشود.. خاصة المدفعية!. موشى ديان اجتمع برئيس الأركان وأعضاء القيادة العامة واستعرضوا كل تقارير الموساد وكل التوقعات. فى الحادية عشرة والنصف صباحًا.. اجتمع مجلس الحرب برئاسة جولدا مائير.. موشى ديان.. يرى احتمالات قيام مصر وسوريا بالحرب كبيرة جدًا.

انتهى مجلس الحرب الإسرائيلى.. إلى أن سلطة التعبئة العامة من هذه اللحظة عند رئيسة الوزراء ووزير الدفاع دون حاجة لاجتماع المجلس.. على أن يترك أعضاء مجلس الحرب أرقام تليفوناتهم فى المناطق التى سيقضون فيها عيد الغفران!. فى المساء مائير استدعت الجنرال أليعازر وسألته: هل يستطيع المصريون العبور؟. قال لها أليعازر.. لقد قال لك الجنرال بارليف صباحًا مستحيل ذلك وأنه جهز القناة بوسائل حرق كل من يقترب منها!. وأضاف أليعازر أن عبور المصريين فيه استحالة.. ووضعنا حساباتنا فيما لو حدث.. ثم إن المصريين صعب عليهم القتال فى رمضان.. والأهم من كل ذلك.. الجبهة هادئة!.

6 ــ السبت 6 أكتوبر 10 رمضان:

فى مصر: كل شىء جاهز للحرب. القيادة العامة تلقت من قادة القوات تمام الاستعداد.. وكان آخرها البحرية وتمام استعداد تنفيذ مهامها فى باب المندب الذى وصلته مساء 5 أكتوبر. توزيع أعلام مصر على وحدات موجة العبور الأولى. المفاجأة تحققت الآن. قادة الكتائب والسرايا يلقنون جنودهم المهمة 12 ظهرًا.. قبل الحرب بساعتين. توقيت ضبط الساعات كان فى الثامنة صباحًا.. مع دقات ساعة جامعة القاهرة.

مابين الثامنة والعاشرة إلا الربع من صباح 6 أكتوبر.. الرئيس السادات فى قصر الطاهرة وسؤال واحد لديه: هل يقوم العدو بضربة إجهاض بالطيران على طول الجبهة.. قبل ساعة الصفر؟.

فى إسرائيل: الساعة الثالثة فجرًا.. مدير المخابرات يتلقى مكالمة من رئيس الموساد.. ليبلغه معلومة المصدر الموثوق به!. مصر وسوريا ستشنان هجومًا على إسرائيل قبل غروب شمس هذا اليوم!. مجلس الوزراء اجتمع 8 صباحًا وقرر تعبئة من 100 إلى 120 ألف جندى احتياطى.. إضافة إلى الجيش النظامى.. أما الطيران فكان معبأ من قبل. ترحيل الأطفال والنساء من الجولان. النظر فى اقتراح رئيس الأركان بتوجيه ضربة جوية لسوريا.. واعترض وزير الدفاع: تحذير مصر وسوريا عن طريق أمريكا من مغبة ذلك.

الوقت تخطى نصف النهار.. الجنود عرفوا بالقرار.. التعليمات مشددة جدًا واليقظة عالية جدًا.. خشية أى موقف يعرف منه العدو ما يحدث!. أى معدات أو أسلحة.. تبقى على الوضع التى هى عليه.. إلى أن يبدأ تمهيد المدفعية!. الأوامر مشددة للضباط بالسيطرة على مشاعر الجنود.. ومع ذلك.. طاقم دبابة فى القنطرة.. أطلق نيران على عربة للعدو ودمرها.. ومن حسن الحظ أن الأمر حدث قبل ساعة الصفر بدقائق!.

أصعب دقائق على جيش مصر!. عقارب الساعة وكأنها لا تتحرك!. المقاتلون ينتظرون بفارغ الصبر، ما عاشوا ست سنوات يتدربون لأجل هذا اليوم!. أكثر من 200 طائرة فى مطارات مختلفة تستعد لأعظم ضربة جوية!. المدفعية تحبس أنفاسها و2000 مدفع.. جاهزة لضرب 3000 طن ذخيرة فى 53 دقيقة!. أكثر من نصف مليون مقاتل.. جاهزون لاقتحام القناة!. طائرات الهليكوبتر مستعدة لأكبر عملية إبرار لقوات الصاعقة فى مهام خاصة!. المهندسون جاهزون لعمل الكبارى وشق الساتر الترابى. دفاع مصر الجوى.. جاهز لإرسال أى طائرة عدو بطياريها للآخرة.. إن اقتربت من الجبهة!. مدرعات مصر متأهبة للقتال فى الشرق وجاهزة لاحتلال مصاطبها فى الغرب...

الحلم الذى طال انتظاره يتحقق.. وجيش مصر فى طريقه لأعظم انتصار!

تحيـــــــة إلى جيــــــش مصـــــــر العظيم فى الأمس واليــــــوم وفى الغـــــد وكل غـــــد بإذن اللـه.

وللحديث بقية مادام فى العمر بقية
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف