المساء
السيد العزاوى
في رحاب الهجرة النبوية رجال ومواقف خالدة
ونمضي في رحاب الهجرة النبوية نتابع بطولات الرجال ومواقفهم الخالدة.. مسيرة حافلة بالأمجاد التي سجلها المسلمون الأوائل الذين التفوا مع شقائقهم من النساء حول سيد الخلق محمد صلي الله عليه وسلم نستعرض الدروس والعبر المستفادة من مجريات هذه الأحداث لنتعلم ونضع أمام الأجيال المتعاقبة خاصة في هذا العصر الملئ بكثير من المتناقضات وما عرف بمشروع ليلي الحافل بالمآسي الأخلاقية نتأمل مجريات الفوضي التي نعيشها ولا نجد أي بصيص أمل يعيد إلي مجتمعاتنا القيم التي امتلك بها هؤلاء الرجال قلوب الملايين من البشر وكانوا يرحبون بهم في أيام الفتح الإسلامي.. ويستقبلونهم بقلوب متعطشة إلي تحقيق العدل والحرية المسئولة. ان مسيرة أبطال الهجرة النبوية سوف تظل صورة مضيئة نلجأ إليها لنغترف من أنوارها قبسا نستعيد به بعض الأمل الذي نتشبث به لعله ينير الطريق أمامنا فنمضي علي نهج هؤلاء الرجال الذين امتلك الايمان بالله ورسوله وجدانهم وبمجرد أن لبوا نداء دعوة الحق استرخصوا أرواحهم لتكون فداء في سبيل أن تعلو هذه المبادئ التي غرسها رسول الله صلي الله عليه وسلم في نفوس هؤلاء الرجال فاقتحموا الصعاب وقهروا كل نوازع الخوف والقهر. فها هو عمر بن الخطاب أحد الذين وقفوا ضد هذه الدعوة في بدايتها لكنه عندما قرأ آيات القرآن الكريم في سورة طه امتلكت أنوار الهدي الإلهي قلبه ووجدانه فتحول من ظلمات الجهل إلي طريق العلم والايمان وصار في مقدمة هؤلاء المسلمين قويت شوكة المستضعفين بعمر وصار علامة بارزة اعز الله سبحانه وتعالي الاسلام ودعوة الحق بالفاروق عمر.. ولك أن تتصور مدي قوة الإيمان في صدر ابن الخطاب فقد كانت تبدو في كل ملامحه صيحة الحق والعدل وكان يرهبه صناديد كفار مكة ويخافون من الوقوف في وجهه.. يبتعدون عن الطريق الذي يمضي. تلك صفات أهل الإيمان لا تزعزعهم العواصف ولا تفت في عضدهم أي مغريات دنيوية أو مناصب زائلة كانت خشية الله تملأ قلب ابن الخطاب واخوانه من المسلمين الأوائل فعلت صيحة الحق والعدل علي أكتافهم. نماذج في التضحية والفداء وكانت سعادة رسول الله إلي الانسانية محمد بن عبدالله بهؤلاء الرجال لا توصف وكانت دعواته تنطلق إلي رب العالمين من أجل أن يربط علي قلوبهم كي يزدادوا قوة وإيماناً علي ايمانهم.
عمر بن الخطاب كان يعرفه القاصي والداني من أهل مكة وما حولها شهامة وقوة في الحق وسيظل موقفه الخالد يوم ان هاجر من أم القري إلي المدينة المنورة بعد أن أذن رسول الله صلي الله عليه وسلم للمسلمين الأوائل بالهجرة إلي المدينة المنورة التي أقام الرسول صلي الله عليه وسلم رجالا كانوا علي مستوي المسئولية في التضحية والايثار وحسن استقبال هؤلاء المهاجرين وقبل أن يغادر عمر بن الخطاب مكة.. أعلن أمام الجميع انه مهاجر إلي المدينة المنورة وقال بأعلي صوته عبارات سجلتها كتب السيرة والتراجم لتكون صيحة مدوية تخرس ألسنة كل من يتصدي لدعوة الحق وأنوارها الايمانية قال عمر بصوته وجموع أهل مكة تستمتع إليه من أراد أن تثكله أمه أو ترمل زوجته أو يعيش أطفاله أيتاما فليتبعني خلف هذا الوادي فلم يجرؤ أي فرد علي الوقوف في طريقه أو يطارده كما كان يحدث مع المسلمين المستضعفين انها قوة العقيدة بلا ميل أو شطط أو زيغ عن الحق والعدل وليتنا نتعلم من هذا الصحابي الذي لم تشغله زخارف الحياة وصخبها فقد كانت مكة في هذه الأيام تموج بالكثير من المغريات لم يلتفت إليها بأي حال من الأحوال؟!
ابن الخطاب رضي الله عنه واخوانه الذين أثني عليهم رب العالمين في آيات بالقرآن الكريم يقول الله سبحانه وتعالي "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم ان الله كان غفورا رحيما" "23 و24 الأحزاب".
نضع هذه المواقف الخالدة والبطولات التي خاضها المسلمون الأوائل أمام أبناء العالم العربي والاسلامي علي أمل أن نستلهم هذه الروح الايمانية وتلك القوي التي كانت صيحة ايقظت قيم الحق والعدل في وسط أقوام كانت تخيم عليهم ظلمات الجهل والضلال.. قهروا الصعاب ولا سبيل أمام الأمة الإسلامية إلا بالعودة إلي طريق هؤلاء الرجال الأوائل. هدانا الله جميعاً إلي الصراط المستقيم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف