صبرى غنيم
رؤية - الحكومة لسكان الزمالك.. اضربوا رؤوسكم في الحيط
- هل هذا عدل أن تطنش الحكومة مواطنيها ولا تحترم صرخاتهم.. الي متي ستظل تتعالي علي أوجاع الشارع المصري.. أنا أفهم عندما يستغيث مواطن بوزير ليس مطلوباً من الوزير أن يترك عمله ليلتقي بالمواطن لكن مطلوب منه أن يكلف من يستوعب صراخه.. لكن أن يطنش الوزير هذا في رأيي كبرياء من الحكومة..
- لذلك أنا في دهشة من موقف الحكومة مع سكان الزمالك ولا أعرف لماذا تتعالي عليهم مع أنه كان في إمكانها أن تستجيب لصراخهم وتقوم بتشكيل لجنة وزارية تجتمع بمجموعة منهم في مجلس الوزراء تناقشهم في قضيتهم بموضوعية.. السكان اصحاب حق وكونهم يبدون مخاوفهم من عمليات الحفر في شوارع الزمالك المصابة أرضياتها بالأنيميا.. وكونهم يرفضون مرور المترو من تحتهم هذا حقهم أيضا في حين أن رفضهم لا يتعارض مع مصلحة البلد لكن خوفهم من أن تنهار بيوتهم فوق رؤوسهم من الذبذبات والاهتزازات بسبب سرعات المترو..
- وزير النقل ينظر لسكان الزمالك علي اعتبار أنهم طبقة تستحق كسر دماغها فهو يتهمهم بالطبقة البرجوازية التي تتعالي علي شرائح الشعب الذين يسكنون الأزقة والحارات، ونسي أن سكان الزمالك الأصليين "باشوات" زمان عفي عليهم الزمن، واختفت البهوات والباشوات وأصبح الذين يسكنون الزمالك الآن طبقة عادية من محدودي الدخل ليس فيهم سكان من الباشوات.. إيجارات بعض الشقق في الزمالك لايزيد إيجارها الشهري علي عشرة جنيهات.. تفهم إيه من نظرة وزير النقل لقضية سكان الزمالك مع المترو.. أكيد الوزير في داخله حقد علي سكان الزمالك وكأن الزمالك ارض الفيروز.. مع أنها في السنوات الاخيرة بعد أن قسمها الكوبري العلوي ظهرت مناطق فيها من العشوائيات.. تمشي في شوارعها ولا تصدق أنك في قلب الزمالك بعد أن زحف اليها سكان غير سكانها الأصليين الذين استسلموا لهذا الغزو العشوائي والسبب فساد المحليات التي تآمرت علي القصور والفيلات وحولتها الي عمارات..
- لو أن وزير النقل كلّف نفسه وطاف في شوارعها وعاين علي الطبيعة حالتها لتراجع عن قراره، علي الأقل سيبدي قلقه علي حياة السكان الذين يسكنون البيوت القديمة من اهتزازات المترو.. لكن سيادته ركب رأسه وكل من يفتح له قضية المترو تنفلت منه أعصابه ويصب هجومه علي كل من يسكن في الزمالك ويتهمه بالبرجوازية.. الوزير يقسم أنه لن يتراجع عن كسر رؤوسهم والحفر سوف يستمر "غصب عنهم".. غريب هذا الوزير مع أنه لم يحقق شيئا ملموسا منذ أن تسلم حقيبة النقل وعلي رأي المثل "القرعة تتباهي بشعر بنت أختها" فهو يتباهي بالطرق التي هي من عمل القوات المسلحة، وأقسم لكم بالله لولا وجود رجل اسمه اللواء كامل الوزير المسئول الاول عن عمليات البناء والتعمير بحكم موقعه كرئيس للهيئة الهندسية للقوت المسلحة ما كنّا انتقلنا للنقلة الحضارية التي نعيشها.. كامل الوزير بعشرة من وزراء مصر.. رجل احترم صراخ سكان جزيرة الوراق وذهب اليهم اكثر من مرة.. والحكومة لم تحترم صراخ سكان جزيرة الزمالك وتجاهلتهم وكأنها تقول لهم "اضربوا رؤوسكم في الحيط".. شوفوا الفرق بين رجل يرتدي البدلة العسكرية ووزير متنشي يدوس علي مشاعر الناس بالبلدوزر.. لا يحترم حتي حكم المحكمة التي استجابت لصرخات السكان وكلفت لجنة هندسية من الكفاءات للتأكد من صحة صراخهم.. وقد كان علي الوزير أن يلتزم ويوقف الأعمال في انتظار كلمة القضاء لكن تقول إيه لحكومة بتشتغل بالفتونة.