الأهرام
محمد أمين المصرى
ملائكة البعثة الطبية
قادتنى الظروف للذهاب الى مقر البعثة الطبية المصرية فى المدينة، فالبرد اشتد ولم تفلح معه أية أدوية أو مسكنات، ولدى انتظار دورى بإحدى الصيدليات فى زمام الحرم النبوى اكتشفت بالصدفة أن الذى يسبقنى طبيب وسألته عن نوع الدواء الذى اشتريه للتخلص من البرد، فنصحنى بالذهاب الى البعثة الطبية، ولم يتوقف دوره على هذا بل تحدث الى طبيب بالبعثة فى مكة المكرمة، ثم دلنى على مقرها بالمدينة وكان قريبا، فذهبت وأنا اتحامل على جسمى الضعيف الذى تمكن منه البرد فأنهك قواه، وبالفعل وصلت المقر وكلى أمل فى أن أجد معاملة إنسانية بغض النظر عن العلاج.

فخبراتنا ومعرفتنا المتوارثة عن كل ما يمت بصلة لوزارة الصحة لا يدعو للتفاؤل، وبالتالى لا يحفز على الأمل بالشفاء، ولكم كانت دهشتى بالمستوى اللائق ببعثة طبية تحمل علم مصر، وبعكس كل هواجسى التى راودتنى وأنا أتجه للبعثة ومنها.. لماذا أضيع وقتى وجهدى فى عمل لا طائل منه سوى الندم.

ولكن، وإن كان معظم «لكن» التى نتحدث عنها فى سردنا للحكايات تكون مؤلمة وصادمة، غير أنها فى هذا الموقع حافزة على الشكر والامتنان لكل أعضاء البعثة فى المدينة، وإن كان المستوى فى مكة لن يكون بأقل كفاءة وحيوية قياسا على ما شاهدته فى المقر القريب من الحرم النبوي.

فكل طاقم البعثة من أطباء وصيدلانيين يدعو الى الفخر وكن كلهن ملائكة فى مظهر طبيبات بالمناسبة، ولم يكن ذهابى للمقر تضييعا للوقت والمجهود كما تخيلت، فما حدث معى وغيرى يفوق اهتمام الطبيب بالمريض فى أى مستشفى خاص ولو كنا نريد المقارنة، ولم يكن صرف الدواء عشوائيا بل يسبقه كشف شامل حتى تكون الجرعة المنصرفة كفيلة بالقضاء على البرد اللعين الذى لم يتركنى سوى بدواء البعثة، لأتمكن بعدها من الاستمتاع بالمدينة المنورة بلا منغصات تضطرنى للبقاء فى مكان إقامتى خوفا من مزيد من العدوي.

فتحية واجبة لكل من شارك فى بعثتنا الطبية بموسم الحج، وعظيم امتناننا الى أصحاب الرداء الأبيض من قامات مصرية سهرت على خدمتنا بالخارج.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف