من حين لآخر يخرج علينا "عاشقو الشهرة" والباحثون عن الأضواء بفتاوي جديدة بهدف "التواجد الإعلامي" ليعزف صاحبها خارج السرب منفردا. ويتحول بين عشية وضحاها إلي "نجم الفضائيات والتوك شو". والأمثلة في ذلك كثيرة كفتوي "المهدي المنتظر" وارضاع الكبير وجواز القبلات بين غير المتزوجين وحرمانية الاحتفال بشم النسيم وأخري بعدم دفاع الرجل عن زوجته في حال تعرضها للاغتصاب و"نكاح الوداع" . وأخرها تحريم الوقوف لتحية العلم.
أري أن تلك الدعوات المغرضة الهدف منها تعكير المياه. فحين يخرج علينا أحد الدعاة السلفيين ليؤكد أنه لا يجوز للمسلم القيام إعظامًا لأي علم وطني واصفا إياه بالبدعة التي لم تكن في عهد الرسول الكريم. ولا في عهد خلفائه الراشدين, مؤكدا أنها عادة منافية لكمال التوحيد الواجب. وإخلاص التعظيم لله ". يجب علينا مراجعة أنفسنا فورا والتمعن فيما بين السطور .
والسؤال الحتمي هنا .. هل تناسي صاحب الفتوي أن العلم المصري هو رمز الدولة والهدف من تحيته غرس قيم الولاء والانتماء عند الجيل الجديد. حاضر مصر ورجال المستقبل. وكيف لم يلتفت الي كل ما عانيناه وما زلنا من العنف والتطرف والارهاب الفكري والديني والعقائدي. وهل تناسي صاحب الفتوي المغرضة الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب "الطيار" الذي رفض التخلي عن راية الإسلام رغم قطع يديه في معركة "مؤتة" لما لها من قيمة وأهمية بالغة .
كما تناسي "مفتي العلم" أرواح آلاف الشهداء التي راحت لتحرير الأرض والعرض في معركة العزة والكرامة لرفع العلم المصري من جديد علي أرض سيناء. وتجاهل فرحة الجندي محمد العباسي. أول من رفع علم مصر علي أول نقطة تم تحريرها في معارك أكتوبر 1973.
علينا جميعا التصدي لدعوات العنف وتخريب العقول والعمل علي تنمية الوازع الوطني للنشء وغرس قيم الولاء والانتماء وحب الوطن. علاوة علي تخصيص حصص ومحاضرات أسبوعية بجميع المراحل لتنمية تلك الفريضة. والتركيز علي الرموز المضيئة في التاريخ المصري وما أكثرها. وحث الطلاب علي الاقتداء بها. وتبني مشروع قومي لتوعية الأجيال القادمة وحمايتها من حروب الجيل الجديد للقضاء علي هوية الشعوب .