الجمهورية
محمد الفوال
دويلة منبوذة
إقليم كردستان إذا تحول إلي دولة ستكون شوكة في خاصرة الوطن العربي الشمالية الشرقية كما ستكون جمهورية جنوب السودان شوكة في جنوبه وكما هو الكيان الصهيوني سكينًا في قلبه.
الكرد منتشرون في أربع دول هي العراق وسوريا وإيران وتركيا وجميعهم يريدون الانفصال وإقامة دول وصولاً إلي الدولة الكردية الكبري التي ربما تكون أكبر من مساحة كل دولة من الدول الأربع.
إقامة الدولة الكردية العنصرية ستشبه إسرائيل تكريساً للمفهوم العنصري لإقامة كنتونات وكيانات عرقية وطائفية ومذهبية وقبلية في المنطقة وفقاً للمشروع الصهيوني ــ الأمريكي لتقسيم وتفتيت الدول العربية كي تصبح إسرائيل القوة الإقليمية العظمي الوحيدة تتحكم في مصير المنطقة وتسيطر علي مقدراتها وثرواتها وتمحو القضية الفلسطينية.
كثير من دول المنطقة تعارض انفصال الإقليم والدول الكبري تعارضه في العلن وتدعمه في السر والكيان الصهيوني الوحيد الذي أعلن تأييده بصراحة وسيكون أول من يقيم سفارة هناك وهو صاحب المصلحة في إقامة دولة كردية لأسباب كثيرة أولها وأهمها أنه سيكون له وجود عسكري علي حدود عدوه الأول إيران ويري أحشاءه بالعين المجردة فضلاً عن التواجد علي الحدود الشرقية لسوريا لقطع شرايين التواصل بين محور المقاومة.
الدول الأربع المحيطة بالإقليم رغم الخلافات والصراعات والكراهية بين بعضها إلا أنها متفقة علي رفض انفصاله واتخذت إجراءات لخنقه بالحصار الاقتصادي والتحرشات العسكرية خشية تحوله إلي أمر واقع.
جغرافية الإقليم تضعه في موقف صعب وعصيب لعدم وجود منافذ بحرية له وأي اتصال بالخارج لابد أن يتم بموافقة الدول الأربع ما يعني أنها ستصبح دويلة منبوذة محاطة بالكراهية.
ما يراهن عليه رئيس الإقليم مسعود برزاني ان الانفصال سيتحول إلي دولة ويصبح أمراً واقعاً وسيقبله المجتمع الدولي وسيدافع عنه ويحميه باعتباره عضواً فيه وفقاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وذهب برزاني بعيداً عندما قال: إن ردود الفعل ضد الانفصال ستكون قوية لكن في رأيه أيا كان الثمن فهو أفضل من مصير أسود مقبل.
غازل برزاني الأكراد من مصير أسود ينتظرهم إذا لم يحدث الانفصال مستغيثاً من الحصار والعقوبات والتدخل العسكري من الدول الأربع.
هذا ثاني انفصال لجزء من الأرض العربية في أقل من سبع سنوات بعد انفصال جنوب السودان وهذا معدل خطير يؤشر إلي مستقبل يتطلب وحدة العمل العربي ووحدة المصير العربي وإلا فالتهديد بالتقسيم يقف علي التخوم العربية منتظراً فرصة جديدة للانقضاض.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف