الوفد
علاء عريبى
دعوات غير مستجابة!
هل جميع دعوات الأنبياء مستجابة؟، هل الله عز وجل يستجيب لجميع دعوات النبى المعصوم؟.
الذى يستعرض قصص الأنبياء يجد أن الله عز وجل لم يستجب لكل ما دعوا به، وأن هناك بعض الدعوات رفضها ولم يستجب لها، سيدنا نوح عليه السلام حاول كثيرا مع ابنه ودعا الله سبحانه وتعالى أن يفتح قلبه للإيمان، ولم يستجب الله لدعوته، وعندما أغرق الأرض بالطوفان، دعا الله ان ينجى ابنه ورفض الله عز وجل، وقال له: « قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح ــ هود:46»، ولم يستجب عز وجل لسيدنا إبراهيم عندما دعاه بأن يورث النبوة لجميع من يخرجون من صلبه، ورفض الله دعاءه، وحكى لنا الله عز وجل الواقعة فى قوله تعالى: «وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن. قال إني جاعلك للناس إماماً. قال ومن ذريتي. قال لا ينال عهدي الظالمين ـــ البقرة 1241».
كما أنه عز وجل لم يستجب للنبى أيوب، الذى ظل يدعوه طوال سنوات الابتلاء بقوله: «إنى مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ــ الأنبياء 83»، وحسب المروى فى الأثر لم يستجب له سوى بعد مرور عدة سنوات، قدرها البعض بـ 18 سنة.
نفس الشئ كان مع النبى محمد عليه الصلاة والسلام، ففى بداية الدعوة، احتضنه عمه، وقد دعا النبى الله عز وجل لكى يدخل الإيمان قلبه، لكنه مات كافرا، وقد روى البخاري ومسلم وأحمد والترمذي والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما حضرت وفاة أبي طالب أتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «يا عماه قل لا إله إلا الله، أشهد لك بها يوم القيامة»، فقال: لولا أن تعيرني قريش يقولون: ما حمله عليه إلا جزع الموت، لأقررت بها عينك، ولا أقولها إلا لأقر بها عينك، فأنزل الله عز وجل: «إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين ــــ القصص 56»، قال عبد الله بن عباس، وابن عمر، ومجاهد، والشعبي وقتادة: إنها نزلت في أبي طالب، حين عرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول: لا إله إلا الله.
وروى مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال: سألت ربي ثلاثا فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة، سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها، وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها.
قال الحافظ في الفتح: منها ما يستجاب ومنها ما لا يستجاب، وجاء فى شرح الموطأ: «فلا يلزم من كل دعوة يدعو بها النبي عليه الصلاة والسلام أو غيره من الأنبياء أن تجاب».
وقال صاحب تفسير السراج المنير: وإجابة دعاء الأنبياء غالبة لا لازمة، فقد يتخلف لقضاء اللّه تعالى بخلافه كما في دعاء إبراهيم عليه السلام في حق أبيه، وكما في دعاء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في قوله: وسألته أن لا يذيق بعضهم بأس بعض فمنعنيها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف