هل المصريون يصنعون الأزمات لأنفسهم.. خاصة أزمات الغذاء.. وهل سلوكهم وعاداتهم الغذائية وراء صناعة هذه الأزمات.. وهل السلوك غير الرشيد هو من يصنع الأزمة والندرة لبعض أصناف الغذاء؟! وهل الحكومة هي من تساهم في هذه الأزمات المتوالية.. خاصة أزمات الغذاء.. وهل لأننا مجتمع يفتقد للشفافية فتلازمنا الأزمات تباعاً؟
في دراسة عن الإحصاء والتعبئة تتحدث عن الانفاق والدخل والاستهلاك عام 2015 تشير إلي أن متوسط الانفاق الكلي السنوي للأسرة المصرية يصل لنحو 38 ألف جنيه وأن 35% من هذا الانفاق للطعام والشراب يعد أعلي نسبة انفاق منذ ثورة 2011 من 39% إلي 34% من إجمالي الانفاق. وهذا مرجعه ارتفاع الأسعار مما أدي إلي تحجيم الاستهلاك.
الإحصاء والتعبئة عند توزيعه نسبة الاستهلاك السنوي للأسرة علي بنود الطعام والشراب. رصد أن اللحوم تستحوذ علي أعلي نسبة استهلاك بواقع 30% يليه استهلاك الخضراوات بنسبة 14% وكذلك الألبان والبيض والجبن. وترتفع هذه النسبة في المدينة عن الريف. بينما ارتفعت نسبة استهلاك الخضراوات والحبوب والخبز والزيوت والسكر في الريف عن المدينة. فيما تمثل نسبة استهلاك الزيوت والدهون نحو 8% من الاستهلاك ويستحوذ السكر والأغذية السكرية علي 5% في حين تمثل الفاكهة نحو 6.4% والأسماك 6.7% والحبوب والخضراوات 11.2% والمشروبات 3.7%.
شهر رمضان هو شهر الذروة في الانفاق الأسري علي كافة الأصعدة. حيث يلجأ فيه المصريون إلي شراء السلع. وفي هذا الصدد أشارت دراسة بحثية لجامعة الإسكندرية عن معدلات الاستهلاك للمصريين في رمضان بأن الاستهلاك يزيد بمعدل 35% عن الشهور العادية.. ورصدت الدراسة أن المصريين يستهلكون نحو 160 مليون دجاجة و60 ألف طن و18 مليار رغيف خبز بواقع 250 مليون رغيف يومياً. في حين تستقبل صناديق القمامة نحو 40% من غذاء المصريين خاصة النشويات والحلويات وتصل النسبة إلي 75% من المواد الغذائية فضلاً عن الولائم والعزائم التي تنتشر وتزداد في شهر الصوم الذي يجب أن يقل فيه الاستهلاك عن مثيلاته في الشهور علي مدار العام.. بينما الواقع هو نهم استهلاكي غير مسبوق يتميز به شهر الصوم عن غيره من الشهور. حيث العادات والسلوكيات التقليدية التي ما أنفك المصريون عن تركها للأسف.
وهنا يؤكد تقرير صدر عن مركز المعلومات أن انفاق الأسرة المصرية خلال شهر رمضان يبلغ نحو 200 مليار جنيه. يمثل الطعام والشراب من هذه القيمة نحو 45% وهو ما لم يتغير منذ العام .2009
ويرصد موقع فوكس الأمريكي الذي حقق دراسة بحثية اقتصادية زراعية لإحدي الجامعات الأمريكية عن نفقات الأسرة علي الغذاء في دول العالم. كشف أن مصر ضمن الدول الأعلي إنفاقاً علي الطعام. وأن متوسط انفاق الأسرة علي الطعام يمثل نحو 42% من دخل الأسرة المصرية. بينما المجتمع الأمريكي يعد الأقل انفاقاً علي التغذية بمعدل 6.6% من ميزانية الأسرة يليه المجتمع الكندي فالاسترالي.
المدهش أن الأسرة المصرية بالإحصاءات هي الأعلي إنفاقاً علي الغذاء.. بينما الحال يرصد أيضاً أعلي نسبة سوء تغذية تنتشر بين المصريين وتتراوح بين 20% و30%. فضلاً عن عادات استهلاكية غير رشيدة وعادات غذائية غير سليمة. ولغياب الشفافية يتكالب المصريون علي التخزين للسلع وهنا تصنع الأزمة.