الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
الرقم.. مرعب
كان الرقم مفاجئا ومرعبا لكل الناس.. استمعوا له من الشاشة فلم يصدقوا أنفسهم.. ثم تأكدوا من صحة الرقم أمس من الصحف في مانشيتاتها.. نعم 104 ملايين وكسور.. تعداد مصر الآن.. قيل إنه من حوالي 30 سنة كان تعدادنا في حدود الخمسين مليونا.. يعني زاد عددنا حوالي 96%.. ضعف العدد القديم إذن الزيادة بمعدلات رهيبة. ومن هنا كان نداء الدولة مناشدة الجميع بالتفكير وعرض بعض الحلول.
ولأنني عاصرت الجهود الجبارة التي بذلتها ثورة يوليو في بدايتها حتي وصل الأمر لإنشاء وزارة لهذا الشأن وكانت هناك إعلانات التليفزيون الشهيرة لمكافحة الزيادة السكانية. وتكونت جمعيات حكومية وأهلية في هذا الشأن.. وكانت النتيجة كما نري الآن لذا كان هناك شعار رفعه بعض الحكماء في حينها يقول: "لا تقفوا أمام القطار".. النسل قطار لا يمكن الوقوف أمامه.. الزواج والنكاح والذرية الصالحة وغير الصالحة منذ آدم وحواء وقابيل وهابيل وسيستمر إلي يوم الدين.
***
من هنا بدأت بعض الدول تعتبر زيادة النسل نعمة وليست نقمة!! تماما كما يحدث مع السيول والمطر.. بعض الدول تؤدي صلاة الاستسقاء لينزل المطر ودول تعاني كثرة وقوة واندفاع السيول التي تحطم مبانيها وتُغرق زرعها وتقتل أطفالها!!!
***
دولتان استفادتا من هذا المنطق.. قررت الدولتان أن زيادة النسل نعمة.. الهند والصين.. تعداد الهند عام 2013 وصل إلي 210 ملايين و193 ألف نسمة أما الصين فقد ضربت كل الأرقام القياسية تعدادها في نفس العام مليار و339 مليوناً ومصر في يناير 2013 تعدادها 83 مليوناً و452 ألفا.. هذه الأرقام موثقة من "جوجل".
الصين صاحبة التعداد الخرافي أصبحت أكثر دول العالم إنتاجا.. إنتاج كل شيء.. وأرخص أسعارا من كل أنحاء العالم مهما كانت مصاريف الشحن وبُعد المسافة. وستعجب إذا قلت لك أيضا.. رغم هذا التعداد الرهيب الصين من أقل الدول بطالة!!!
الكل يعمل ويكسب!!!
***
هناك حكاية هندية قديمة.
صنعت الهند كرة قدم بطريقة مختلفة وبمواد مختلفة وعرضتها علي الفيفا أيام بلاتر.. اتضح أن هذه الكرة الهندية "مثالية" من حيث الملمس والحجم والوزن ومصنوعة من مواد غير قابلة للاستهلاك السريع.. الكرة الهندية طويلة العمر.. هذا معناه أنها ستصبح الكرة الرسمية للفيفا وعلي كل الاتحادات الكروية القارية وكل الأندية الرسمية علي سطح الكرة الأرضية عليها أن تشتري الكور الهندية للعب بها في المباريات الرسمية ابتداء من يناير عام كذا!!!.. احتاجت الهند إلي ملايين من الأيدي العاملة لتغطية السوق الذي يشمل كل أنحاء العالم.. وقيل يومها إن عدد العمال لم يكن كافيا فاشترك كل طلبة وطالبات الثانوية والجامعات في شهور الإجازات!!!
***
هناك حكاية قديمة أيضا أثيرت عندنا زمان.
وهي حكايات الشقق الخالية.
حكاية قديمة بعد الفحص والتحري وإضاعة وقت هيئات رسمية زمان.. اتضح أن هذه الشقق إما مملوكة أو مؤجرة لعائلات محجوزة كمصيف يتم استغلالها في شهور الصيف أو أصحابها في عمل في الخارج لمدة عامين أو ثلاثة فقط وسيعودون لهذه الشقق.. وغير ذلك.. شقق لها أصحابها تنتظرهم من آن لآخر.. ومستحيل الاستيلاء عليها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف