الأخبار
رضوى عبد اللطيف
صح صح - صحفيون غلابة..!
استمتعت كثيرا بقراءة مقال أستاذي الكبير محمد درويش الذي نشر علي صفحات الأخبار قبل يومين تحت عنوان »صحفيون غلابة ومفترون أيضا»‬ والذي كان يستعرض فيه ما جاء في كتاب الأستاذ محمد العزبي ويؤرخ فيه تجربته في بلاط صاحبة الجلالة التي بدأت قبل ستين عاما.
قرأت المقال بعد أن وجدت عنوانه هو محور نقاش طويل يدور في ذهني وأنا أعيد تقييم تجربتي مع مهنة الصحافة ومستقبلي الذي لم أعد أري فيه بارقة أمل بعد أن فقدت المهنة بريقها ومعناها الذي كان حلما لي في الماضي عشته منذ طفولتي وأنا أقول »‬ نفسي أكون صحفية». ولن أتحدث عن الصحفيين المفترين الذين وصفهم الأستاذ درويش بقدر ما سأحكي عن النوع الأول الذي يمثل القطاع الأكبر من صحفيي مصر.. »‬ الغلابة».
وسأبدأ من تجربتي المتواضعة كثيرا أمام تجارب أخري أكثر عظمة وأكثر وجعا.. فقد دخلت هذه المهنة علي غير رغبة أبي والتحقت بالأخبار كمتدربة رغم أنني كنت من الأوائل في كليتي وانتظر التعيين ولكن حلم الصحافة كان أكبر من أي تفوق وأي وظيفة أخري. ومن السذاجة أنني اعتقدت أن طريقي سيكون مفروشا بالورود وأنني سأقابل في كل مكان الأيادي الطيبة الممتدة كي تساعدني علي تحقيق هذا الحلم. ولكني قابلت كثيرين كانوا يختبرون قوة حلمي وإصراري علي أن أكون صحفية قبل أن يختبروا قلمي. الكل لديه معاناة والكل أمضي سنوات طويلة تحت التمرين قبل أن تصدر لهم قرارات بالتعيين والحصول علي عضوية النقابة. الحلم كان مرهونا بقرار من رئيس التحرير لا توجد قواعد لا توجد اختبارات لا توجد مؤشرات فقط هناك آراء لا تسلم من هوي صاحبها. الجملة الشهيرة التي صاحبتني لسنوات رغم شهادة أساتذتي لي بالكفاءة كانت »‬رئيس التحرير ما بيحبش البنات». رغم كل ما حققته المرأة من نجاحات في هذه المهنة ورغم أن نصف صحفيي الأخبار من الصحفيات اللامعات الناجحات ولكنها عادات وتقاليد صحفية تربينا عليها. نشرت عشرات من الموضوعات بدون اسم علي صفحات الأخبار وكنت أشعر بالسعادة وبعد سنوات نشر اسمي للمرة الأولي فعرفت قيمة أن ينشر اسمي وعرفت قيمة أن أكون عضوة في نقابة الصحفيين فلم تمض سنة منذ التحاقي بها إلا وكنت أحظي بتكريم كل عام. وبعد أن أكملت دراستي الأكاديمية للصحافة ومرت مصر بثورتين سياسيتين انتظرت ثورة صحفية تنفض عن المهنة مساوئها وتضع قواعد تحكم مبادئ المهنة والعمل بعيدا عن الأهواء الشخصية وصدمت مجددا بأوضاع مزرية للصحفيين عندما ترشحت لعضوية مجلس النقابة. واليوم أقف في منتصف الطريق بين أجيال جديدة معظمها غير مؤهل ومواهب حقيقية تبحث عن فرصة وأساتذة كبار تخطوا سن المعاش وبالكاد يلبون احتياجاتهم المعيشية.. فهل من مستقبل للمهنة وللحلم؟ وللحديث بقية.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف