صفاء نوار
مجرد سؤال - محمود هاشم وثقافة التسليم والتسلم
تمنيت لو كل المسئولين مثله.. 14 سنة تحمل فيها عبء المسئولية، لكنه كان يعرف دائما أن مكانه الطبيعي في معمله بين تلاميذه.. وأن علمه لابد أن يكون في خدمة الإنسانية، الدكتور محمود هاشم أستاذ الكيمياء الضوئية، رئيس الجامعة الألمانية بالقاهرة وعضو المجمع العلمي المصري صاحب براءات الاختراع الثمانية للعلاج بالضوء ومقاومة الأوبئة، ليس طبيبا لكنه أنقذ الفقراء والمطحونين في قارتنا السمراء من »الملاريا» القاتلة.. واستدعته البرازيل لعلاج »زيكا» أحدث الفيروسات المرعبة في أمريكا الجنوبية ولا توجد أدوية للوقاية منه.. لكن د.محمود هاشم وفريقه البحثي يقضي علي البعوضة الناقلة للمرض من المنبع وهو أول عالم مصري وعربي ينتخب ضمن 7 علماء في العالم لإدارة الجمعية الأوروبية للبيولوجيا الضوئية.. حصل علي العديد من الأوسمة والجوائز داخل مصر وخارجها.
أكتب اليوم عن الدكتور محمود هاشم الذي قرر ترك منصبه كرئيس للجامعة الألمانية.. بعد رحلة استغرقت أكثر من 20 عاما »من قبل افتتاحها».. قدم استقالته منذ تسعة أشهر، لكنه وفي ثقافة جديدة علينا، ظل رئيسا للجامعة جنبا إلي جنب مع د. ياسر حجازي عميد كلية الهندسة الذي يتسلم مسئوليته رسميا السبت القادم.. في احتفال كبير بحرم الجامعة بحضور مجلس الأمناء بأعضائه الألمان والمصريين.. يخلع د. محمود القلادة التي تحمل اسم وشعارالجامعة والتي تقلدها يوم الافتتاح بحضور مبارك والمستشار الألماني شرودر وقام بتقليدها له د.أشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة، ورئيسا جامعتي أولم وشتوتجارت.. ويسلمها لرئيس الجامعة الجديد.. هكذا يتم إرساء ثقافة التسليم والتسلم بمعناها الحضاري.