الأهرام
عادل أمين
الحداد الذى نعرفه
ومرت الأيام سريعة ورحل حسن الحداد رمز الصمود والتحدى للرياضة المصرية وفارس الكلمة فى الصحافة، رحل بهدوء وسكينة كعادته، وكما كان فى حياته وبين زملائه وتلاميذه يعمل فى صمت ولا تسمع له صوتا.

الحداد كان رمزا لكل الرياضيين وليس المصارعين فقد تألق على البساط ورفع علم مصر فى حفل الافتتاح بدورة سول الأوليمبية عام 1988 بكوريا الجنوبية واحتل المركز الرابع اى بمثابة الميدالية البرونزية فى الدورات الحالية بعد تعديل اللائحة وحصول المركزين الثالث والرابع على البرونزية. وعندما تولى رئاسة اتحاد المصارعة كان شعلة من الحماس وكان حلمه الكبير إعداد مصارعين من اجل حصد الميداليات الأوليمبية.

كان من عشقه للمصارعة كان ينسى نفسه على البساط ويجرى هنا وهناك يقوم بعمل الادارى و المدرب بحب رغم انه رئيس للاتحاد، وكان يقوم بدور الطبيب النفسانى للنجوم ولا أنسى دوره لحل مشكلة كرم جابر.

فى عهده انتعشت المصارعة وارتفع عدد الميداليات التى حصل عليها المصارعون فى البطولات الدولية، خاصة فى دورة ميرسين 2012 بتركيا والذى شارك فيها بعدد من الناشئين لإعدادهم للأوليمبياد.

الرجال يعرفون من مواقفهم وكان حسن الحداد صاحب موقف وكلمة وتشهد عليه اللجنة الأوليمبية، ودوره فى حل كافة المنازعات ومحاولته احياء مشروع البطل الأوليمبى حاول وجاهد حتى ثقل عليه المرض ولكنه صمد بعزيمة الرجال وشيمة الكبار.

ولم يقل حسن الحداد فى بلاط صاحبة الجلالة عن الحداد البطل الأوليمبى فكان فارس الكلمة وصاحب رأى يحتذى به وتولى ملف الألعاب الشهيدة، ودافع عنها ببسالة حتى عرف الناس من خلاله نجوما كبارا لهم جوالات وصولات فى الرياضة المصرية حققوا إنجازات، ولكن كرة القدم الهت الناس عنهم إلا أن الحداد تمكن من ازاحة الغمة، وجعل من هؤلاء نجوما بفضل تسليط الضوء عليهم.

الحداد نموذج يصعب تكراره، ولكن سيظل قدوة للأجيال المقبلة رحم الله حسن الحداد و ألهمنا الصبر والسلوان.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف