سيد عبد المجيد
كتالونيا .. ماذا لو حدثت بمصر؟
إنه العار والخزي، عليك يا غرب يا من كنت متحضرا، أن تنكس أعلامك فورا حدادا على تلك الدماء التى سالت على جزء من اراضيك التى لم تعد حرة ، وأن تعلن حتى مؤقتا على الأقل كذر رماد فى العيون اعتذارك وندمك وإلا سوف تلاحقك اللعنات ونعوت النفاق والكذب وادعاءات البطولات الزائقة والغيرة المفتعلة على حقوق الانسان. ترى ماذا لو حدثت تلك المآسى التى كان مسرحها شوارع وميادين كتالونيا فى مصر؟ هنا لقامت القيامة ولم تقعد، وهاجت عواصم الفرنجة ومنظماتها عن بكرة أبيها ساخطة ومنددة بأقصى العبارات بهذا التوحش من قبل أجهزة الأمن، مطالبة المجتمع الدولى بتحمل مسئولياته .
وسيعلن مكتب الأمين العام للأمم المتحدة فى بيان عاجل عن عميق أسفه للحاصل فى القاهرة داعيا الحكومة المصرية بتحقيقات عاجلة وشفافة، أما العفو الدولية وقرينتها هيومان رايتس ووتش، فحدث ولا حرج بيد أنهما سيملآن الكوكب صراخا انقذوا الكنانة فى حين أنهما لا يخجلان من التستر على بلدان موغلة فى الاستبداد ويعتمدان على تقارير مفبركة يعلمان مصادر تمويلها المشبوهة.
إسبانيا يبدو أنها لم تنس جيناتها البربرية إبان محاكم التفتيش، لكن المذهل هو دأبها فى الترويج لعشاق الديمقراطية، كيف أنها وبعد جهد جهيد استمر أربعة عقود أزالت آخر الرموز التى كانت تشير إلى حقبة الديكتاتور الجنرال فرانكو، وها هى نفسها وكأنها فى حلبة مصارعة الثيران تستخدم فنون القمع لوأد مظاهرات سلمية بكل عنف وبشاعة.
إن ما حدث فى كتالونيا أسقط إلى الأبد شرف القارة العجوز واتحادها الصامت الكائن فى العاصمة البلجيكية ببروكسل. وستبقى صورة تلك السيدة المسنة بوجهها الملطخ بالدم شاهدة على الكيل بمكيالين والمعايير الأوروبية المزدوجة.