الجمهورية
قدرى ابو حسين
ترشيد الإنفاق "بحق وحقيقي"
المعايش للبيروقراطية المصرية يلحظ أن لديها هواية استخدام بعض الألفاظ والعبارات بشكل متواتر بمقتضي وبغير مقتضي. أبرز الأمثلة لهذه الهواية هو استخدام عبارة "ترشيد الإنفاق" لا يوجد بيان حكومي وعلي مستوي رئيس الوزراء والوزراء والمحافظون إلا وهذه العبارة تتصدر البيانات والتصريحات وهي من كثرة الاستخدام فقدت المعني والمضمون والمدلول سواء لدي المتحدث والمستمع والمشاهد حيث ما نعايشه ليس رشداً من قريب أو بعيد لكنه الإسراف بكل ما تحمله الكلمة من معاني هذه الصفة ليست مقترنة بالوزارة الحالية فقط بل بما سبقها من وزارات خلال الفترة الماضية.
مظاهر الإسراف في مصر متعددة الأشكال والأنماط والأساليب ــ حياتنا اقترنت بالإسراف وهي صفة تلازمنا في وقت نحن في مسيس الحاجة للترشيد. أليس الوقت بالنسبة لنا بلا قيمة؟.
قس علي ذلك كل أمورنا الحياتية.. الغريب في الأمر أن هذه العبارة شعار يُرفع في كل وقت ولا يعمل به. تعالوا نتابع جهازنا الحكومي والقطاع العام والخاص أيضاً.. إسراف في الطاقة. إسراف في المياه. إسراف في الاستخدامات المختلفة.. كيف الترشيد والأجهزة وزارات ومحافظات مصابة بداء "المستشارين" لا يزاول وزير أو محافظ عمله قبل أن يحيط شخصه بكوكبة من المستشارين لا يمثلون إضافة ولا يلبون احتياج وعندما تدقق تجدهم مجموعة من الأصدقاء ورفاق الدفعة وما إلي ذلك تفتح لهم مغاليق المال بغير حساب تضرب فيه التعليمات والضوابط والمحاذير عرض الحائط ناهيك عن مواكب السيارات بكل الماركات الفاخرة للأعمال ولأفراد الأسرة أيضاً. صور الإسراف متعددة الأشكال واضحة للعيان. ادعو الرقابة الإدارية وهي محل ثقة القيادة والشعب أن تلقي نظرة علي صور الإسراف الفاجرة في كثير من الجهات الحكومية عند تلافيها وهذا ممكن بل ومن الضروري ستتحقق وفورات فوق ما نتصور ويبقي ترشيد الإنفاق عبارة لها مدلولاتها علي أرض الواقع.
وإذا كنا في كل وقت نحتاج إلي الترشيد إلا أننا خلال الفترة الحالية والدقيقة من عمر مصرنا العزيزة أحوج ما نكون لأن نعايش متطلباتها.. ألسنا في معركة حقيقية يحارب اقتصادنا وتعوق برامجنا وخططنا ونشغل بقضايا فرعية وهامشية.. لقد قبلنا التحدي لمجابهة هذه المعركة وفي ذات الوقت نستأنف بناء وطننا مرافق خدماته. واقتصاده.. نسابق الزمن لنحقق أعلي معدل تنمية ــ ما يالكم ونحن جميعاً نري بأم أعيننا جيش مصر البطل يستكمل مقومات قوته براً وبحراً وجواً ليزود عن أرض الوطن ويرد كيد المحتدين وينتصر في معركته ضد الإرهاب متعاوناً مع الشرطة المصرية ويتطوع لمشاركته الهيئات المدنية ودعمها في أداء رسالتها في ملحمة وطنية رائعة لا تحدث إلا في مصر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف