سيد ابو اليزيد
روح أكتوبر .. وتطوير الجامعات الإقليمية
* بالتأكيد لدينا أجيال لم تعاصر حلاوة ومذاق وطعم انتصاراتنا في حرب السادس من أكتوبر والتي حققتها قواتنا المسلحة الباسلة منذ نحو 44 عاماً.. وبالتالي يقع علي عاتق مؤسساتنا التعليمية سواء بالمدارس أو المعاهد أو الجامعات مسئولية طرح ما تم من انجازات جبارة وتضحيات كل جندي شريف ينتمي لدرعنا الواقي سواء بالنفس أو الدم لضمان ان يظل وطنه مرفوع الرأس ورايته عالية خفاقة وبحيث ينعم من يعيش بعد هذه اللحظة التاريخية في عزة وكرامة وحرية.
** أتصور ان الجامعات يمكن ان تلعب دوراً متميزاً لنقل تفاصيل معركتنا الشرسة لتحرير أرضنا من براثن الاستعمار البغيض سواء من خلال تنظيم الندوات التي يشارك فيها أبطال المعركة أو لطرح سيديهات ومطبوعات تحتوي علي أدق التفاصيل للمعركة الخالدة أو يعرض أفلاماً تسجيلية تحتوي علي مشاهد غير متكررة في أفلامنا التي نستمتع بها كل عام.
** ومن المهم عدم ربط احتفالاتنا بانتصارات أكتوبر المجيدة علي إذاعة فيلم أو اثنين علي تلاميذنا وطلابنا وانما ينبغي استلهام الدروس المستفادة من انتصارات البواسل في تحقيق القفزة العلمية غير المسبوقة "لاحتلال" مواقع متقدمة في الترتيب والتصنيف العالمي بين أفضل الدول تقدماً في التعليم.
** ولمست خلال تعاملي مع رؤساء الجامعات وخاصة الجدد منهم لمسنا استلهام البعض منهم لروح أكتوبر في عبورهم للمشاكل التي تؤرق بعضاً من كلياته لضمان الانتصار في معركة البقاء بين أفضل المائة جامعة علي مستوي العالم..
** وإذا كانت الجامعات الاقليمية تعاني بعضها من أزمة تدبير موارد إضافية لتخصيصها لمجالات البحث العلمي بدلاً من اقتصارها علي سداد مرتبات العاملين المؤقتين والموظفين الجدد وأعضاء هيئة التدريس مما يؤثر في "معركتها" الخاصة بازاحة بعض الجامعات الخارجية عن مواقعها في التصنيف العالمي.
** وتحظي مسألة تحديث اللوائح بكليات جامعة بني سويف - علي سبيل المثال - بأولوية الضمان المنافسة بقوة في التصنيف العالمي بجانب مراعاة تبني نظام الساعات المعتمدة والبرامج المتميزة والاهتمام بالتدريب العلمي لطلاب الكليات النظرية قبل العملية مع الانفتاح علي الجامعات الأوروبية والأمريكية المتقدمة من خلال برامج لتبادل الخبرات علي مستوي الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
** بالتأكيد نحن بحاجة لتبني مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الاقتصادية والصناعية العملاقة للطلاب المتميزين والشباب المبدعين من أصحاب الكفاءات والمهارات للاسهام في تحقيق التقدم المنشود للبلاد سواء من خلال توفير الفرص الدراسية المجانية لهم أو من خلال منح لا ترد أو حتي علي هيئة "قروض" دراسية يسددها طالب البكالوريوس والليسانس والدراسات العليا عند التحاقه للعمل بهذه المؤسسات الصناعية والتجارية خصماً من راتبه!!
** ومن المتصور لتحقيق ترتيب متقدم لجامعاتنا في التصنيف العالمي فإنه لابد من الاهتمام والتوسع في مسألة تشجيع البحث العلمي والنشر الدولي بمجلات لها تأثير دولي ملموس.. ولتشجيع أعضاء هيئة التدريس بهذا المجال كزيادة مكافآت النشر الدولي كخطوة جادة لتحفيز أساتذة الجامعة علي الابداع في أبحاثهم مع الاهتمام بربطها لعلاج مشاكل البيئة المحيطة بهم وبحيث تحظي بالتطبيق الفعال لاستغلال الموارد المهمة التي تتوافر لنا من ثروات طبيعية وطاقة متجددة.
** وانطلاق جامعاتنا الاقليمية "للعبور العالمي" بعد استلهام "روح أكتوبر" انما ينبغي ان يأتي أيضاً من واقع كلمات رئيسنا عبدالفتاح السيسي بأن البحث العلمي لم يعد رفاهية وانما أضحي ضرورة لضمان تقدم الأمم.
** بالطبع نحن بحاجة للاستفادة من عقول علمائنا بالخارج وهم بالآلاف لتشجيعهم علي التواصل مع جامعاتهم الوطنية بأبحاث مشتركة وباستعراض تجاربهم البحثية وإلقاء المحاضرات ونقل ما حققوه من إنجازات بالخارج سواء في أوروبا أو أمريكا للباحثين وشبابنا بالداخل لتطوير امكانياتهم وصقل مهاراتهم وزيادة قدراتهم.